المقالات

التحالف الوطني.. المؤسسة المنتظرة والبيت الأمن.

1257 15:44:31 2014-08-21

يصعب اتفاق البشر حول قضية ما, إلا إن جمعتهم عقيدة, أو مصالح مشتركة, أو خصم مقابل, حول تلك القضية.
يعتبر العمل السياسي مصداقا واضحا لصعوبة الاتفاق, فتختلف فيه رؤى الأحزاب غالبا, حول القضايا الخاصة بالوطن, بسبب اختلاف توجهات تلك الأحزاب, وتطلعات من تمثله من ناخبين.
بعض تلك الاختلافات جوهرية, تتعلق بأساس القضية ومبادئها, وبعضها الأخر شكلي, يتعلق بالكيف والكم, أو الآليات المتبعة, وفي دول مثل العراق, بتركيبته المتداخلة, قوميا ودينيا, تصبح عملية اختلاف الرؤى مشكلة معرقلة, إن لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
عند رغبة مجموعة بالوصول إلى حل قضية ما, أو تقديم مشروع أو فكرة, يجب إن يكون أحدهم مبادرا, يمتلك الإمكانية ليقود, فيقدم الفكرة أو المشروع المطلوب, ليضاف له ما يريده الآخرون ويستكملوه, أما أن تترك الأمور على عواهنها, ويقدم كل فكرته, وتناقش كلها, فلن يتم الوصول إلى حل, إلا بعد استغراق وقت وزمن وجهد.. ثمينة جدا.
الواقع العراقي يقول إن أتباع أهل البيت, هم الأغلبية ضمن مكونات الشعب العراقي, وهذا حمّل الأحزاب الشيعية, مسؤولية إن تكون صاحبة المبادرة, وحاملة المشروع الوطني, وجامعة الأحزاب, باختلافاتها ومتضاداتها..فهل نجحت في ذلك؟.
قلة من الأحزاب الشيعية لها مقبولية واسعة على المستوى الوطني بمفردها, لكن التحالف الوطني كمؤسسة جامعة للأحزاب الشيعية, ورغم انسحاب الأثر السلبي الفردي عليه, إلا انه بالمجمل أكثر مقبولية كمؤسسة تمثل الأغلبية من الشعب العراقي, لكن هذه المؤسسة لم تنجح إلا في فترات قليلة سابقة, في القيام بدورها الحقيقي بقيادة البلد, واخذ زمام المبادرة, لأسباب تتعلق بطبيعة تركيبته , والأحزاب التي هيمنت عليه وعلاقاتها بالآخرين.
أدى ذلك, لظهور موافق منفردة غير منسقة لبعض الأحزاب المكونة للتحالف, تخالف توجهاته العامة, ومحاولات لتحييد التحالف وإفراغه من محتواه, من قبل أعضاء آخرين, وكانت هذه خسارة كبيرة على المستوى الإستراتيجي للمكون الشيعي.
التغييرات التي حصلت , بعد نتائج الانتخابات الأخيرة, أتاحت فرصة حقيقية لإعادة التحالف إلى مكانته, وإعادة بنائه بشكل صحيح, وجعله مؤسسة لاتخاذ القرار, تحفظ الخصوصية لمكوناته, وتمنحهم القوة العددية البرلمانية, والمكانة السياسية التي تليق بتمثيلهم للأغلبية.
رغم كل الانتقادات إلا إن الجمهور الشيعي, لازال ينظر إلى التحالف الوطني بوصفه المؤسسة, التي يمكن إن تعيد إليه حقوقه المسلوبة, وتوفر له الخدمات و..تمثله بشكل صحيح في الدولة.
هذا الجمهور يريد إن يطمأن إن هناك بيتا, أمنا له..يتخذ عنه القرار الصحيح, ويحقق له طموحاته, ويعمل كمؤسسة ملتزمة بما تعهدت به له..فهل سينجحون هذه المرة؟
..من يدري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك