المقالات

سر السقوط الأخير..!

1157 01:40:12 2014-08-24

الفرق بين التبادل والسقوط, أكبر من الديمقراطية نفسها, لا يحدده شكل النظام؛ إنما طبيعة أدوات الحاكم..لا ينحصر السقوط بالأنظمة الديكتاتورية, بل يتعداه أحياناً كثيرة, ليشمل القوى التي تحكم في دول ديمقراطية, لكنها لا تؤمن بها ولا بإلياتها..! 

غالباً ما تحدث هذه الظاهرة, في البلدان التي تتميّز بعدالة مفقودة, ونظم فتية؛ فيكون الهدف الذي تسعى إليه تلك القوى الشمولية, هدفاً مخفياً, يتصارع الساعون لتحقيقه, مع الآخر الممثل لجوهر وجود الدولة وغايتها..المقامرة قاتلة, فإما الإستمرار على الكرسي, أو الرحيل دون عودة, وهنا يحدث السقوط الأخير!..

الحالة المرافقة لعملية السقوط,هي الإنشقاقات الحتمية التي تحصل في بنية الحزب أو الكيان, الذي ينتمي إليه رجل الحكم..كدليل ومؤشر, على حالة الإستئثار, والتفرد والسعي للتسلط؛ إذ لا دولة, بأرضها وشعبها, أو حتى آيدلوجيا؛ مقدّمة على حلم "السلطة المزمنة". أفدح وأخطر آفة تصيب العقلية السلطوية, حين تستمر الغاية بالإنكماش والتقزّم؛ لتصير بحجم الكرسي والمنطقة التي يُمارس فيها الحكم, كالخضراء في العراق..!
خطط التنمية والإعمار, والأمن, وكل شيء لا أثر له في التركيبة الفكرية لرأس الحاكم, فيُختزل فكره ويتركز على أمر واحد فقط؛ كيفية الحفاظ على السلطة وديمومة التواجد فيها لإطول فترة ممكنة..النتيجة نراها بوضوح, في حجم الدماء المراقة, وكم الأموال المنهوبة, وشكل الفساد المرعب, المرافق لعهد أولئك المتشبثون, فالإهمال الذي تعانيه الملفات الحساسة المرتبطة بالناس, لا تعني بالضرورة, فقدان قدرة فريق السلطان على التفكير وحسب؛ إنما حصر تفكيرهم في هم واحد, يتحوّل إلى حقيقة في أذهانهم, "الكرسي ملك سيدهم"..تكثر المشاكل وتفقس, في بية الدولة بعمومها, ويفقد الأمل بحدوث أي تغيير ديناميكي طبيعي, فيكون للقوة الأثر الحاسم والأمل المقيم, في تغيير الوضع, المختزل بالأشخاص, يكون رحيلهم بالقوة, ندبة مشوهة للديمقراطية, وعلامة فارقة تمنع إعادتهم إلى مركز القرار مرة أخرى.

إنّ سنة الرحيل من البديهيات الملازمة لإي جانب من جوانب الحياة, وتحكيم الشعوب من خلال إنصافها, هو الطريق الأسلم لضمان أطول فترة ممكنة في الكرسي..من لا يتعض من تجارب الآخرين لا يستحق الحياة, فأعملوا بما ينفع الناس, لكي لا تتحولوا إلى "زبد" يذهب مع أول موجة..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك