تلقيت نبا تحرير امرلي والقرى القريبة منها , سمعت عنها حين كانت مرتهنة , تعايشت نفسيا مع أهلها الصامدين والتقيت مع بعض منهم , وتعايشت مع المجاهدين المرابطين لتحريرها وتحرير العراق من كل الغرباء والأفكار الوافدة .. لا يوجد في فكري نصا يعبر عن الفرح والانتصار لأننا عشنا فترة طويلة لا نعرف سوى التحمل والصبر ونفوض أمرنا لله .. ولكن ليلة الاثنين 1/9/2014 ارتقيت المنبر وقبل قراءة الديباجة المعروفة قلت لجمهور الحاضرين { مبروك عليكم الانتصار بامرلي } ورأيت ردة الفعل بوجوه الحسينيين والبشرى تعلو القسمات ...فكان الموضوع خطبة الإمام أمير المؤمنين {ع}{ الجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه اللّه لخاصّة أوليائه ,هو لباس التّقوى ، و درع اللّه الحصينة ، و جنّته الوثيقة ، فمن تركه رغبة عنه ألبسه اللّه ثوب الذّلّ ، و شمله البلاء ، و ديّث بالصّغار و القماء ، و ضرب على قلبه بالأسداد ، و أديل الحقّ منه بتضييع الجهاد } هذا حديث الساعة وكأنه خطبها {ع} هذه الأيام.
بدون مجاملة تابعت الأخبار وردود الأفعال والتعليقات على الخبر السعيد بتحرير امرلي وسليمان بيك والقرى القريبة منهما , وأود أن اهمس في إذن البعض{{ لا نفرق بين ذاتنا وأنفسنا وشعبنا وأحزابنا , لا يوجد فصيل له الامتياز على الآخرين , فليس هناك فضل لابيض على اخضر أو اسود , الكل جاهدوا وقدموا شهداء وجرحى وجهد عظيم}} هذا جزاءه عند الله , أما أن يأتي الجالس في بيته , يرمي حجرا في الماء الراكد , ويقول إن الحزب الفلاني أو الحركة الفلانية أو الجيش الفلاني له الامتياز في التحرير .." فلا تبخسوا الناس أشياءهم " الكل شاركوا ولا نريد ان نسمع هذه اللهجة التي تفرق وحدة الصف ونكون نحن سببها .. واعني الجميع بدون استثناء.
القنوات الإعلامية التابعة للكتل والأحزاب الشيعية تناقلت جهاد ونشاط مجاهديها , ولم تتطرق لجهود الأحزاب الأخرى , وهذه تحسب عليهم بأنها قنوات غير مهنية ولا تعرف الحرفية في التعامل الإعلامي ,, وهي الحقيقة,, فأصبحت بحكم سياستها الإعلامية مقرونة للحزب وليس للشعب العراقي , يضنون إنهم يفعلون خيرا لحزبهم , بينما نحن المستقلون لا نشاهد قنواتهم مطلقا , بل نذهب لغيرها نبحث عن الأخبار وليس انتصارات الحزب الفلاني المزعومة , والصور التي تبعد أكثر من 100 كم عن ارض المعركة ...
بدون مجاملة .. محافظة البصرة قدمت الشهداء والجرحى في جميع الوحدات القتالية , وفي الأحزاب والحركات , لكنها أسست لواءَ عسكريا بناء على فتوى المرجعية الدينية للسيد السيستاني حفظه الله , اسمه { لواء المنتظر} اشترك اللواء بمعارك طاحنة في مناطق جنوب بغداد وقدم شهداء علقت صورهم في بعض شوارع البصرة .. ولكن الغريب لم اسمع من أي فضائية عن مشاركة لواء المنتظر في قاطع جنوب بغداد , الذي امن الطرق بين الحلة وكربلاء والنجف وبغداد .. هل السبب لأنهم من أهل البصرة ..؟ . وهل إن شهداءهم غير مقبولين في كابينة الشهداء الذين يدخلون الجنة مع بقية الشهداء أسوة بالوزارة المشكلة بالسر الآن , أو من شهداء الدرجة الثانية , سؤال موجه لجميع القنوات الإعلامية , هل هناك وفرق بين دم شهيد وآخر حسب المنطقة ..؟
بدون مجاملة لا نستطيع أن ننكر وجود احتقان طائفي عام بين أبناء الشعب العراقي , حتى الذين يكتبون ويلتزمون بشرف الكلمة على مستوى الإعلام , ولكنهم في الجلسات الخاصة يعرضون رأيهم ويتذمرون من الطائفة الأخرى .. ليس كرها بهم , ولكن ردة الفعل التي يتبناها الخطاب الطائفي الذي يقوده طارق الهاشمي وأسامة النجيفي ,واحمد العلواني وحيدر الملا .. والآن زعيم الرجعية والطائفية بالعراق ظافر العاني واحمد المساري .. مشكلة الطائفة السنية سياسية محض مستحدثة لأنهم ليس لهم قرار قيادي , وخوفي أن يصدق بعضهم هؤلاء الغربان فيدلوهم على دار الخراب .. وشتان ما بينهم وبين الشيعة التي لا تأخذ من أي سياسي مهما كان منصبه ووظيفته , بل الآمر الناهي هو المرجع الفقيه وولي أمر المسلمين هما ممن يحركان الشارع العراقي..
وفي الوسط السني مجموعة من العلماء والأكاديميين والضباط والوزراء المعتدلين , ولكن صوت الغراب ظافر العاني حينما أصبح ناطقا رسميا عن داعش كما أعلنت صحيفة التايمز اللندنية حين ظهر على الشاشة وقال بالحرف الواحد عن حادثة جامع مصعب بن عمير الذي لا يعرف العاني مكانه .. قال { إن الفتوى الشيعية مهدت لقتل السنة } وأقول للدعي هذا , سيأتي يوم يتوجه الشرفاء السنة ممن حماهم المرجع الشيعي بالفتوى كي لا تقع نساءهم أسيرات بيدك وأسيادك داعش .. فترة صعبة يقف على رأسها الشيخ المجاهد خالد الملا وعدد من المخلصين السنة في زحام التصريحات التي ابتلى بها أبناء السنة خاصة والعراقيون عامة ..
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
https://telegram.me/buratha