المقالات

آمرلي .. ستاليغراد العراق..

2138 01:40:26 2014-09-02

صاحب الحق لا يُهزم, وسينتصر, هذه هي الحقيقة التي نؤمن بها إيماناً مطلقاً, ومن هذا المنطلق كتبَ رجالنا الأبطال في آمرلي انتصاراتهم, بأحرف من نور, سيذكرها التاريخ, وكيف لا وأنهم تصدوا للهجمة البربرية التي ألمت بنا, من وحوش المصانع الأمريكية, والصهيونية, والخليجية.
ثمانون يوماً, وآمرلي محاصرة من جرذان الصحراء, وأفاعي الغدر, وهي واقفة بكل عزة وإباء, لأنها مؤمنة بأن علي بن ابي طالب (عليه السلام), واقف معها.

رسمت امرلي لوحة مطرزة بالإيثار, حين جعلت من الحصار سُلمَّاً للنجاح, ومن الجوع وسيلة للكفاح, ومن الصمود طريقاً للنصر, وتصدرتها العزيمة والإرادة, لحياة حرة كريمة, لوحة على شكل رسالة كونية عملاقة, ذات أهداف روحية عظيمة, الى كل الساسة, لتعلمهم معنى التضحية من أجل العِرض والأرض, لا السعي نحو المكاسب الفانية, التي يلهثون ورائها, متناسين العراق وتربته الطاهرة. 

البداية الحقيقية لهزيمة داعش, واتضاح صورتهم الهزيلة, وحجم خذلانهم, كلها من جراء صبر أبناء امرلي, وهي صامدة شامخة في غاية العنفوان, والرفعة, فقوة تصديهم كانت مؤثرة, كالزلزال الذي ارعب (البعبع), وحطم الصورة التي رسمت لداعش, على أنه قوة لا تُقهَر, هكذا هم أبناء آمرلي, ينبوع زاخر بالحكمة, والشموخ, والحرية, وطاقة جبارة أمدت الى باقي المدن والقرى, بمشاعر الفرح والنصر, لأنهم تاريخ حي, ووثائق لا تموت أبداً, تعيش مليئة بالحياة, طالما حيينا.

رسالة واضحة وعالمية في نفس الوقت, أرسلها الأبطال في آمرلي الى كل الساسة, وكانت كلماتها, علوية حسينية, مفادها يمكن أن نخسر معركة, ولكن ألا نخسر الحرب كلها, وهكذا تعلمنا منها الدرس جيداً, حين ارتفعت مقادير الغيرة حَدّ السماء وانتصرت, وأنها ستكون بداية النهاية لداعش الأجرامي, وفكرهم التكفيري.

آمرلي ستغير مجرى الأحداث, في المعركة الدائرة مع الزمرة التكفيرية, لأنها الصاعقة التي أحرقت داعش, وأصبحت طريقاً للنصر, وسيسير عليه الجميع.  رغم أنه كانت هناك ازمة ضمير, في التعامل مع واقع آمرلي الخطير, الذي مرت به, فالجزء الذي لا يعرفه الآخرون, أن صمود أهلها بوجه الحصار المفروض عليهم, ذكرنا بالحصار الألماني على مدينة ستالينغراد الروسية, في الحرب العالمية الثانية, وحينها عدت ملحمة العصر, بعد أن قدمت أنموذجاً رائعاً للصبر, والمقاومة بوجه القوات النازية الفاشية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك