في جلسة ودية مع مجموعة من الأصدقاء, جرتنا أطراف الحديث إلى القنوات التلفزيونية, التي تحاول أن تحافظ على عديد متابعيها, من خلال أخبارها العاجلة, التي عادة ما تكون منقوصة, أو محورة! فالكل يعلم أن هناك توجه نحو شبكات التواصل الإعلامي, أنعكس سلبا على متابعة التلفزيون وقنواته, لا سيما بعد أن أشُتريت أغلب هذه القنوات, من الأحزاب السياسية, المختلفة دائماً وابداً.. فأصبحت هذه القنوات مريضة, تسعى لأرباك ألراي العام, وإظهار مالكيها, بأنهم ملائكة, في حين أن الباقين ممن أختلف معهم, حيتان تبلع ما أمامها, همها بطونها؛ حالة فريدة تجمع بين السفاهة والغباء ..
لقد أتفقنا أن ما تعوزه هذه القنوات:(الحيادية)و( الصدقية) بالتعاطي مع الاحداث.. كما يعوزها التجرد من الطائفية, والتبعية السياسية, اللذان يظهران جليا في عمليات, وحملات التسقيط السياسي التي تشنها, مع كل مشهد سياسي جديد.. ربما كان طمع مالكيها بمناصب, تدر عليهم المال, سببا رئيس, وراء هذه الحملات المخجلة..
فلا نعرف هل هم بقنواتهم الضالة والمضلة, عاقلين لدرجة الجنون, أم هم مجانين لدرجة العقال.. فقد قيل سابقا أن الأبتكار قد يكون سببه الجنون, وهم كل يوم يبتكرون الية جديدة للتسقيط السياسي, وزرع الفتن الطائفية.. عروض هزلية مرضية, تصل لدرجة الوباء, في وقت أن الحقائق تنتقل كالنار في الهشيم, في عوالم القرية الصغيرة, عبر شاشات الحاسب الالي, والتليفونات الذكية التي غرقنا بها..
تكلمنا والأصدقاء مطولا, وقد وصلنا أخيراً الى أبطال الشاشات, مثيري الجدل, ورقمناهم حسب طول اللسان, وفصاحة الكلام, وقدرتهم على التحريض..
كانت أسماء قليلة, ولكنها فاعلة مؤثرة, تتلقفهم القنوات, وتزدان بهم المجالس والسهرات.. ففلانة تتفوق على علانة, وعلانة سبقت فلانة, وفلان أنضرب بفردة حذاء بالبرلمان, وأخرى تسلطنت علينا بطول اللسان, حتى جاءها شاب بليغ الحجة, فصيح اللسان, فجعلها تتلعثم, وتعترف بالخطايا القاتلات, في عالم السياسة..
أخيراً أشاد الجميع, بهذا البليغ, كيف أنه: صريح, برغم سياسيته, لا يخاف المقال, وآن تكلم بالمثقال..
وفي ختام الكلام ولقاء الاحبة, وقبل الفراق, قال لي عزيز منهم, حتى هذا البليغ أصابته سهام مرضَى وباء التسقيط, ولم يسلَم من الدلالات, وأستهدفته القنوات, كانه من فَرق البلد, ولعَب بمقدراته, وكأنه كان مستشاراً, أو وزير, أو نائب بالبرلمان!
فما كان مني إلا أن حمَدت القدير, كوني لم أكن من المحللين, أو المتكلمين بالشأن السياسي.
https://telegram.me/buratha