الأسباب الرئيسة في العهر السياسي, هو تسقيط الخصوم, وبث الإشاعات المغرضة على الآخر, الأمر الذي ساهم بفقدان الثقة؛ بين الكتل السياسية, وفقدان حلقة الوصل؛ بين الشارع العراقي والمسؤول, لا سيما وأن الإشاعات لا تخضع لمنطوق الأخلاق, والآداب العربية, والإسلامية, بل وصلت الى حد التشويه بالأعراض والمحرمات.
طالما حثنا الدين الإسلامي, على حفظ غيبة الآخر, فصورها بعض المفكرين الإسلاميين, الغيبة والإشاعة, هما صفتان مذمومتان, لماذا؟ لأنك عندما تمارسهما, وكأنما تأكل لحم رجل ني, تصوروا المنظر! فإذا تخيلته, ووجدته بسيط, خذ ما طاب لك من الغيبة والنميمة, أما الإشاعات والكذب, والبهتان, فطامة كبرى, ووصمة عار في جبين مطلقيها.
اللعب على أوتار الخديعة, بات أمراً مكشوفاً لدى الجميع, لا سيما عند المواطن العراقي, والذي بدوره ينظر عن كثب, خداعات ومكر الساسة, في محاولاتهم التسقيطية لبعض المنافسين, حتى وأن كان افتراء, فالغاية هي التخلص من ذلك المنافس, مهما كانت وساخة الوسيلة!
السنوات الماضية, كان من اليسير تشويه صورة شخص, أو ألساقه بجريمة معينة, فهوا أمر هين على البعض, وقد نجحت في كثير من الأحيان, بسبب عدم أدراك المواطن حينها لتلك السلوكيات, أما الآن فقد صارت تلك الوسائل والطرق اللا أخلاقية؛ أوضح من الواضحات, ولا تعدوا كونها مثلبة, على مخرجها وممثلها ومبرمجها.
التنافس الشريف, والاحتكام الى البرنامج الانتخابي, والدستور العراقي, والعمل على وضع فريق منسجم, يضم جميع الكفاءات, هو مطلب يتفق عليه كافة شرائح المجتمع, لكن ماذا عسى المتسافل أن يفعل, وهو خالي الوفاض من تلك الوسائل الصحيحة.
آخر ضحايا تلك الأساليب الرخيصة كان الناطق الرسمي بأسم كتلة المواطن, بليغ أبو كلل, فقد بلغت سموم البعض, ومحاولاتهم لإبرازه بصورة غير لائقة في المجتمع, لكنها وبلا شك, باءت بالفشل, فالمصدر معروف ولا داعي لذكر أسمه, ويبقى الأمر مرهون بما يجود به ذهن المتلقي, فالتاريخ الأبيض, لا يتشوه بإشاعة مفرغة من محتواها.
ختاماً "الشجرة المثمرة ترمى بالحجار"
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)