فيما يقف المجتمع الدولي على أُهبة الاستعداد لمساعدة العراق في حربه على الارهاب في أكبر حشد دولي قانوني وامني وعسكري وإنساني، لتنظيف بلاد الرافدين من العصابات الإرهابية، ولإعادة بناء ما دمّره الارهاب من خلال إطلاق مشروع دولي يشبه مشروع (مارشال) المعروف الذي أعاد بناء أوربا بعد الحرب العالمية الثانية، لازالت القوى السياسية في بغداد تتصارع على المناصب ولم تتفق الى الان على تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة، اذ تم الان تأجيل جلسة البرلمان الى يوم الاثنين، وبذلك يكون (قادة) العراق قد ضيّعوا فرصة تاريخية لحضور رئيس مجلس الوزراء في اجتماع قادة الناتو في ويلز والذي كان من المقرر استضافته في حال الإعلان عن تشكيل الحكومة بالتزامن مع الاجتماع للتعبير عن تأييد المجتمع الدولي للعراق في حربه على الارهاب.
ان اي تأخير في الإعلان عن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة هو سبب مباشر لإراقة المزيد من دماء العراقيين على يد العصابات الإرهابية، كما انه سبب مباشر لمزيد من المعاناة التي يعيشها اليوم أهلنا في المناطق التي تسيطر عليها هذه الجماعات الظلامية، خاصة أهلنا المسيحيين والايزدييّن والتركمان والشبك وغيرهم من المكونات التي لاقت الأمرّين جراء جرائم الارهابيين.
انّ التأخير في الإعلان عن الحكومة الجديدة يؤجل الفرصة التاريخية لتفعيل القرار الدولي بمساعدة العراق، وهذا أمرٌ يتحمل مسؤوليته كل الزعماء والقادة في بغداد، خاصة التحالف الوطني الذي يُعتبر الان الكتلة النيابية الاكثر عددا والتي لها في هذه الدورة النيابية نسبة (+) من عدد مقاعد البرلمان، فإلى متى تظل هذه الكتلة الأكبر مشلولة؟ ولماذا تستهين بنفسها وبقوتها الحقيقية والحقوقية، الدستورية، وتفرّط بحقوق جمهورها؟.
انّ اي تأخير في الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة هو لَعِبٌ بالنار، وهو تفريط بفرصة ذهبيّة، وهو تفريط بحقوق العراقيين، ستلاحق لعنة التاريخ والأجيال كل من يتسبّب بها من الساسة المحميّين في المنطقة الخضراء والذين تركوا للعراقيين المنطقة الحمراء.
https://telegram.me/buratha