بعد إنتخابات 2014؛ كانت النتائج أسيرة الشعوذة التي مورست من قبل السلطان، وحريمه، وأبواقه، من خلال وسائل شتى، تتعلق بتوزيع العشوائيات، والمُنح، والوظائف، والتسقيط والتجريح، والشد والجذب، والتلاعب بالنتائج في عمليات العد والفرز، وخلق أزمات، كالفيضانات، والفوضى العارمة، والحروب المتأخرة في المناطق التي لاتلبي طموحاتهم في التصويت، بهدف الفوز بأغلبية ساحقة!
نتيجة الإنتخابات؛ كانت بمثابة كبوة وقعت على" المكَاريد" ممن تمسكوا بما دعت إليه المرجعية الرشيدة قبيل الإنتخاب، وضرورة التغيير، وإختيار الأصلح، ليلبوا نداء الأخيرة، وما حذرت منه، وسعت إليه، في رسم خارطة طريق جديدة، تنسجم ضمن آطارها جميع المكونات، والأطياف، وينتشلوا أنفسهم من القاع الوعر بالأزمات، والكبوات، نتيجة لسياسة"الأفندي" وقيادته للبلد نحو العار والشنار.
طال الإحباط كثيراً حتى حضر التغيير، وأثبتت المرجعية إنها شمس تشرق، حتى وإن حجبتها الغيوم السوداء، وتشكلت الحكومة بعد مُخاض عسير، وسجالات عقيمة، بين دعاة( الإستحقاق الإنتخابي!) وباقي الكُتل، ويوعز سبب ذلك، إلى الرؤية بعيدة المدى لدى مرجعيتنا، والنجاح الذي حققه عرابو التغيير، بعد إن حافظوا على بنيان التحالف الوطني الذي كان عرضةً للإنقسام، والتجزئة، وجمعوا شتات البيت الشيعي من خطر التشظي، ليشكلوا الكُتلة الأكبر في مجلس النواب.
شُكلت الحكومة الجديدة، ومُنحت الثقة من قبل السلطة التشريعية، وتساقطوا عبدة المناصب واحداً تلو الآخر، وتشكل الفريق القوي المنسجم، ووضع مشروع بناء دولة عصرية عادلة أمام أنظار الجميع، ليستقطب الكفاءات، والإمكانيات بغية تحقيقها، لكن يبقى التساؤل يسبح في فلك السياسة، فهل التغيير كان معجزة، أم هناك من أتقن الفن الممكن في علم السياسة؟!
زمن المعجزات؛ قد يكون خرافة في عالمنا الحديث، لكن هناك من يحقق أهدافه بعزيمته؛ رافضاً الإستسلام، ومُصراً على تحقيق مشروعه السياسي؛ قد يكون معجزة لدى كثير من القادة السياسيين ، فليس من السهل تذليل العقبات بِيد واحدة في ظل هذا المشهد القاتم، وأيُ فئة قليلة تصل نسبتها ألى(10%) في مجلس النواب، أن تُحقق ماعجزت عنه، فئة تفوقها عدداً كبيراً في المقاعد النيابية، في أن تكون جسراً لعبور مرحلة تشكيل الحكومة الجديدة، وعموداً أساسياً في بناءها من جديد!
لم نتوقع أن(29) نائباً يصنعون معجزة، في التشكيل الوزارية الجديدة، في وقت فياسي، ومتشعب بالجدل، نتيجة إرتفاع سقف مطالب الكتل السياسية، والمناكفات فيما بينهم، وأن يُثبتوا مشروعهم في بناء الدولة على أرض الواقع؛ لربما يعود السبب إلى الخلطة المذهلة للعيان؛ التي وضها الحكيم في تشكيل فريق منسجم، بكلمة واحدة، ورؤية مشتركة في إتخاذ القرارات!
تحققت معجزة" العمامة" وكان عرابو التغيير سبباً في تشكيل الفريق القوي المنسجم، وهانت المطامح المحتجزة طيلة السنوان الثمان المنصرمة، وإنتكس "الأفندي" وشعر بالدوار نتيجة الصدمة التي كان سببها أصوات التغيير بحناجر" المكَاريد" بعد إن فتح عليهم أبواب جهنم.
https://telegram.me/buratha