المقالات

تحية لآمرلي في الغربتين..

1217 06:57:34 2014-09-11

في المدن العتيقة, لا توجد رائحة دمٍ أو بارود, ولا أزيز لرصاصٍ لاهث إثر دويّ المدافع؛ هناك فقط رائحة الجمال, وصوت الموسيقى..رائحة الأزهار, أو النساء, وحتى للخمرِ لون الإقحوان ورائحة الجوري. يغفون على آلاتٍ تراقصها أيادِ المبدعين, ويصحون على توسلات إمرأة جملية تغازل الأرض ومن فيها, لا تتباهى بجمالها؛ إنما تقدّر قيمته, فتكشف عن إنوثتها العذبة لتطفئ لهيب الأرواح الشقية!..
هل تستطع تماثيل الشمع مخاطبتك؟!..هكذا هو الجمال, إن لفّته قيود التقاليد العليا والسفلى..كيف لرحيق هذه الشفاه أن يُعز على نحلة؟!..لماذا خُلق إذن؟!..شفاه متقدة, تبحث عن نهرٍ تطهره, وبه تذوب, لماذا أتقدت إن لم تجد النهر؟!..
كلها, تتحد, لتصبح إمرأة, تتزين وتلبس أبها حلتها, أجمل عروس في الكون, هي هنا..موسم الزهور, أو الربيع المتجدد, كلهم يساهمون بخلقه. من يتيه في دروبها محظوظ, كالذي أظل السبيل في صحراء, ووجد جنةِ عدن!..لا غلو؛ إنها (بيتربرغ) عروس الشمال, تلك التي تحكي آثارها, مقابرها, تماثيلها, ويوم نصرها الكبير؛ قصص البطولة الشرسة. 
قالت لي إستاذتي (الدكتورة إنيستا): إنّ جدّها كان أحد أبطال مقاومة النازيين, وقد جُرح في أحدى المعارك. لماذا تبكي وهي تسرد لي حكاية جدها؟ إنها تستذكر ما سمعته عن ذكرى الحصار, والشهداء, وكيف إنهم صنعوا لهم المجد, والحياة المترفة, وتحولت أقاصيصهم لمتعة جديدة تضاف لزهو الدنيا هنا..
هل سنصمت عن آمرلي وكأنها شيء عابر؟!..لا, ستُشمل بمنحة النازحين, أو على رواية أخرى, "بمنحة المليون"..هنا يكمن الفرق الشاسع, فلدينا من يُدجن قضايانا, لتصبح أوراق نقدية, تموت القضية, بصرف آخر تلك الأوراق!..
إن قُدر لذلك الصمود الأسطوري, فثمنه سيكون باهض, لا يقدر عليه شُح الحكومات؛ الأيام وحدها, ستنجب أجيالاً يكتبون قصة الدم والجوع المنتصر هناك. أقسم أني أراها عبر الأزمنة, ستكون قبلة, وواحة, لا يعرف أحد سر تميّزها..تلك الصغيرة التي أذلت جارتها الكبيرة المنبطحة تحت سياط "داعش"!
آمرلي, عذراً, وسلاماً لك من غريب عذبته أيام حصارك, وأسعده إنتصارك؛ غربتك بين قرى الجاحدين حملتها, لتضاف إلى أحمالي الثقال..وعداً, سأتوضأ بترابك الطاهر, وأحمله معي, فمنه نستلهم دروس النصر والكرامة.
يقال إن الضلوعية, ماضية بكتابة قصة جديدة؛ إن صح القول, فسيعود إقتران دجلة بالفرات كما كان قبل تدخّل يد الطغيان في تفريقهما..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك