المقالات

ماذا بعد داعش ؟؟؟ الجزء الثاني

2404 03:39:23 2014-09-12

لكي نكمل معكم ما ورد في مقالنا السابق ( ماذا بعد داعش ؟؟؟ ) حول علاقة تصريحات جاي كارنر عن العراق بتصريحات هنري كيسنجر بزوال اسرائيل والذي سنوضحه في السطور التالية : ان تقسيم العراق فكرة صهيونية عمرها نصف قرن حيث كشف الكاتب المصري أحمد سعيد تاج الدين مؤلف الكتاب الذي حمل اسم (محنة أمة) : ( أن تقسيم العراق ليس فقط له صلة بالغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وإنما أساس هذه الفكرة يعود إلى ما يزيد عن خمسين سنة فهي فكرة ليست جديدة بل طرحت منذ عام 1957 حين نشر الصحفي الهندي كرانجيا كتابا بعنوان خنجر إسرائيل وتضمن وثيقة سرية إسرائيلية عن خطة عسكرية تهدف لإقامة إسرائيل الكبرى من نهر النيل إلى الفرات، وتقضي الخطة بتقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات درزية وعلوية وعربية سنية، وتقسيم لبنان إلى دولتين مارونية وشيعية . وأضاف مؤلف الكتاب : فكرة تقسيم العراق كما سجلها الكاتب الهندي تشمل تقسيمه إلى دولة كردية في الشمال ودولة عربية في الوسط وإلحاق المنطقة الجنوبية بشاه إيران محمد رضا بهلوي حليف أمريكا آنذاك، وذلك لتحقيق هدفين هما مكافأة الشاه وخلق خلل في منطقة الخليج لخدمة الأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية والأمريكية.)
وهذا ما اكده صاحب كتاب الحكيم لمؤلفه الصحفي الفرنسي (جان كلود موريس)، الذي كان يعمل مراسلاً حربياً لصحيفة (لو جورنال دو ديماش) للمدة من 1999 إلى 2003 حيث يقول :
نعم فثمة مشروع سري يخص الشرق الاوسط يجري تطبيقه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية, يهدف هذه المشروع الى منع أي استقرار وسلام وتطور في المنطقة من خلال حروب أهلية ودولية تبقيها دائماً ضعيفة متوترة متخلفة. واللجوء أحياناً الى التدمير الشامل لبعض البلدان حسب النموذج العراقي، لكي يتم فيما بعد إعادة بنائها بالصورة الملائمة تماماً لمصالح أمريكا، حسب المبدأ المعروف: النظام ينبثق من الخراب: (Ordo ab chao). فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم الاتفاق السري بين القوى الغربية على أن ترث أمريكا المستعمرات الاوربية الانكليزية والفرنسية، ولكن بطرق استعمارية جديدة تتميز بالتخطيط البعيد المدى، وتعتمد أساساً الوسائل الثقافية والسياسية والمخابراتية أكثر من اعتمادها على الجيوش.
ولخطورة وأهمية هذه المنطقة بالنسبة لأوربا، ، فأن الستراتيجية الجديدة تتمحور حول الهدف الرئيسي والنهائي التالي: منع أي إمكانية لتوفر شروط ثقافية ودينية وسياسية واقتصادية مستقرة وآمنة تسمح لشعوب المنطقة بأن تتقارب وتتعاون وتبني قوة حضارية كبيرة قد تشكل مستقبلاً امبراطورية خطرة تهدد سلامة الغرب، ومصالح أمريكا بالذات!! باختصار شديد، ان سلامة الغرب وأمنه يستوجب الضمان الأكيد بوجود أنظمة ملائمة ومتحالفة مع الغرب ومع أمريكا بالذات. وليس هنالك أية امكانية لتحقيق هذه الضمانة إلاّ باللجوء الى المبدأ المعروف (النظام ينبثق من الخراب)، أي العمل على تهيئة جميع الاسباب لتدمير المنطقة بكاملها من اجل إعادة بنائها، دول وشعوب وثقافات وقناعات ومصالح، بما ينسجم تماماً مع مصالح الغرب...ان هذا الهدف الاستراتيجي للتدمير الكامل يعتمد على توفير العامل الأساسي التالي: خلق التوتر والعداء والتعصب بين الجماعات الأساسية التي تتكون منها مجتمعات الشرق الاوسط . معتمدين على المبدأ التالي : نحن لا نختلق المشكلة... بل نعثر عليها ونساعد على استفحاله فنحن مثل المنقبين عن النفط، لا نصطنعه بل ننَّقب عنه وما أن نعثر عليه حتى نحفر الآبار من أجل تفجيره واستثماره!
اذا اليوم هم يستثمرون داعش لتحقيق ما ورد اعلاه والهدف واضح هو حماية اسرائيل من أي قوة قد تظهر في المنطقة وتهدد وجودها خاصة اذ ما علمنا ان نهاية اسرائيل باتت وشيكة كما اسلفنا في موضوعنا السابق لذلك نجد اليوم التطبيق العملي لمبدا (النظام ينبثق من الخراب)، ليس في العراق فحسب بل في كل الاراضي الممتدة من ليبيا غربا الى حدود ايران شرقا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك