لعلّها المرّة الاولى التي ينخرط فيها نظام القبيلة الحاكم في دول الخليج، وخاصة في الجزيرة العربية وقطر، في حلفٍ دولي هدفه الحرب على الارهاب، وتحديداً في العراق.
فلقد لعِب نظام القبيلة على مدى العقد الماضي اسوأ وأقذر دور في صناعة وتصدير الارهاب الى العراق، فلقد ظل فقهاء البلاط، وعلى رأسهم (فقيه موزة) وفقهاء الحزب الوهابي، يُصدرون فتاوى التكفير والقتل والتدمير التي ظّلت تغسل أدمغة الأطفال والشباب المغرر بهم، وتحرّضهم للذهاب الى العراق من كل حدب وصوب، فتجمعوا كالجراثيم في بلاد الرافدين، لينتقلوا من هناك الى الجنة لحضور مأدبة عشاء او غداء مع رسول الله (ص) مقابل قتل عشرة او اكثر او اقل من (الروافض) الكفرة التي استحلت فتاواهم دماءهم وأعراضهم وأموالهم المنقولة وغير المنقولة.
واليوم، اذ يوقّع نظام القبيلة على وثيقة المشاركة في جهود الحرب العالمية على الارهاب، وبضغط من واشنطن، الى جانب العراق، ضحية ارهابه، ومصر والأردن ولبنان، فان المطلوب منه تحديدا ما يلي، على الرغم من اننا نشكّك في نواياه، ونخشى ان يكون قبوله بالانخراط في هذه الحرب من باب الانحناء امام العاصفة:
اولا: تحمّل كافة أعباء هذه الحرب، ودَفْعِ فواتيرها بالكامل، لان نظام القبيلة هو منبع الارهاب ومصدره وحاضنته التي عشعش وبيّض وفقّس وترعرع ونمى فيها الارهابيون.
انّ العراق، وكما قال وزير الخارجية الاميركي في اجتماعات جدّة، قادر بقواته المسلحة، مع قليل من التدريب وإعادة التنظيم والهيكلة، على دحر الارهاب، وهو لا يحتاج الى عناصر إضافية بقدر حاجته الى التسليح الذي يجب على نظام القبيلة دفع فواتيره حتى آخر سنت.
ثانيا: منع كلّ المؤسّسات المالية و (الخيريّة) من تقديم الدعم المالي للارهابيين، من خلال مراقبة حركة المال الذي يُجمع في المساجد والمؤسسات الخاصة والعامة، وخاصّة المؤسّسات والعناوين التابعة للأمراء الذين يستغلّون حصانتهم (الأميرية) لجمع الأموال بأسماء ومسميات دينية كالزكاة وما أشبه، وإيصالها بمختلف الطرق الى الارهابيين.
وبهذا الصدد يجب ان تتوقف فوراً كافة محطات التلفزة الرسمية في دول الخليج عن بث الإعلانات التي تحرّض على جمع المال لإرساله الى (المحتاجين) والمقصود بهم (الارهابيون) تحديدا، لان المحتاجين الحقيقيّين من النازحين وغيرهم تصلهم المساعدات وبمختلف اشكالها عن طريق المنظمات الدولية وخاصة الامم المتحدة والمؤسسات المرتبطة بها.
ثالثا: تفكيك الشبكات المسؤولة عن تجنيد الأطفال والشباب المغرر بهم، والتي تغسل أدمغتهم فتاوى فقهاء البلاط والاعلام الطّائفي التّضليلي، خاصّة الشبكات التي يديرها الأمراء في نظام القبيلة.
رابعا: إصدار سلسلة من الفتاوى الواضحة والصريحة من قبل كل فقهاء البلاط، فرادى ومجتمعين، وكذلك من قبل العناوين (الدّينية) الرسمية، تحرّم بشكل واضح الدم العراقي، وعلى وجه التحديد الدم الشيعي وكذلك دماء أبناء الأقليات التي اعتبرتهم فتاوى التكفير في وقت سابق كَفَرَة واستباحت دماءهم وأعراضهم وأموالهم، الامر الذي نفّذه حرفيا الارهابيون عندما اجتاحوا الموصل الحدباء.
خامسا: إغلاق كل قنوات الفتنة فوراً، والتي يموّلها عادة أمراء نظام القبيلة الفاسد.
وكذلك، إيقاف كل البرامج التحريضيّة في قنوات نظام القبيلة والتي تجيّش المغرّر بهم للّحاق بمآدب الغداء والعشاء في الجنة عبر بوابة العراق تحديدا وليس اية بوابة اخرى كفلسطين مثلا.
وبهذا الصدد كذلك، ينبغي إصدار الأوامر العليا للتعامل إعلاميا مع ضحايا الارهاب في العراق، كما يتم التعامل مع اقرانهم في الكويت مثلا او الجزيرة العربية او قطر، فلماذا يُنعت ضحايا الارهاب في العراق بالقتلى؟ ولكنّهم في دول الخليج شهداء؟ أوليس الارهاب واحد؟ الا يعني ذلك انّهم يميّزون بين إرهابين، واحد يقتل وآخر يُشهد، من الشهادة؟.
كما ينبغي تغيّير الخطاب الاعلامي الذي يحرّض على الكراهية والقتل والتدمير، بخطاب يدعو الى احترام التعددّية والتنوّع ويشجّع على التعايش والمحبة والتعاون واحترام المواطنة وخيارات المجتمعات واحترام الآخر.
ان خطاب التّحريض على القتل ليس (حرية رأي) ابداً، ولذلك يجب ان يتعامل معه نظام القبيلة بحزم وشدة.
https://telegram.me/buratha