المقالات

الإجتثاث بين التطبيق والإستثناءات

1101 03:41:18 2014-09-13

حكم البعثيون العراق ومنذ عام 1963، بعد الإنقلاب العسكري، الذي أطاح بحكومة عبد الكريم قاسم، و أخيرا إنتهى حكمهم الأسود في عام 2003، بعد زوال نظام صدام إثر غزو قوات التحالف للعراق، كل مفاصل الدولة كانت ومنذ 40 سنة بيد حزب البعث، المؤسسات المدنية والعسكرية، تعاني من تغلغل البعثيين في داخلها، أيام مريرة عاشها الشعب إبان حكمهم الذي لطالما وصف بالدموي، مستخدمين كل وسائل البطش، الفتك، التهجير القسري والإعدامات .
في ظل العمليات العسكرية، التي إنتهت بزوال النطام البعثي البائد، وبزوغ فجر جديد من الحرية والديموقراطية، بعيدا عن تسلط القائد والحزب الواحد بمقدرات البلد، اقتضت الحاجة لسن قانون، يعمل على إنهاء أو إقصاء البعثيين من مؤسسات الدولة الحيوية، لأنهم كانوا يمثلون مصدر قلق كبير بزلزلة الأوضاع الأمنية والإدارية، فشرع قانون إجتثاث البعث، والذي تغيرت تسميته إلى قانون المسائلة والعدالة، بعد الضغوط التي مورست على البرلمانيين، من أجل تخفيف بعض إجراءاته المشددة .
لكن في الآونة الآخيرة وبالتحديد في الحكومة السابقة، جير قانون المسائلة والعدالة، لصالح البعض من المتنفذين في السلطة، وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء السابق، الذي عمل على إجتثاث جميع ممن يعارضه في إدارة الحكومة، ويستثني من يتملق إليه من البعثيين المجرمين، مع العلم الكثيرين ممن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين أستثنوا، فكان احكام القانون تطبق مزاجيا على وفق أهواء المتسلطين .
الكثيرين من ازلام صدام عادت وبكل قوة إلى السلطة، لتشملهم الإستثناءات الإنتقائية فمنحت لهم المناصب ذات الموقع الحساس، والتي تشكل مصدر تهديد في حال التحضير لإنقلاب يعمل على الإطاحة بالنظام القائم الآن، والغريب إن المستثنين من الإجراءات هم من عمل على قمع الإنتفاصة الشعبانية، والحكم بالإعدام على كثير من العلماء و السياسين والناس البسطاء، وأيضا من جفف الأهوار، وعمليات الأنفال في كوردستان العراق وما إلى ذلك .
اضحى هذا القانون الذي شرع من أجل التخلص من بقايا فلول هذا الحزب العفلقي، مشكلة كبيرة تراود جميع الأحزاب وبعض التكتلات الوطنية، التي افنت عمرها ونضالها السياسي بمقارعة حزب صدام المقبور، فكان لابد من أن توضع خارطة طريق واضحة للعيان، لتطبيق أحكامه بعدالة تامة وبدون أي إنتقائية في التعامل مع بعض أحكامه، المبدأ الأساسي إن جميعهم متساوون أمامه، فالعمل على تهيئة أرض خصبة لتطبيقه وأن يكون القضاء العراقي والمحكمة الإتحادية هما من يبرئان ويجرمان المتهمين .
بعد تشكيل الحكومة الجديدة، والتي باتت تعرف بحكومة الأقوياء، يتطلع جميع المراقبون إلى تطبيق القوانين بعدالة تامه، دون العمل على عرقلة تطبيق الأحكام، فكثير من القوانين التي شرعت داخل مجلس النواب أهمل تطبيقها، بصورة أو بأخرى بسبب الازدواجية والإنتقائية المقيتة في التعامل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك