المقالات

تحالف دولي بين براميل البارود

1387 00:17:28 2014-09-17

 تحوم شكوك كثيرة حول التحالف الدولي الذي شكلته مؤخراً الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ خطة الرئيس اوباما في حربه على الارهاب من خلال عزمه تقديم المساعدات اللازمة للحكومة العراقية الجديدة للتصدي للإرهاب الذي سيطر خلال الأشهر الثلاثة الاخيرة على مساحات واسعة من العراق.
 وأضفت متحدثاً الان على الهواء مباشرة لقناة (بي بي سي) الفضائية:

 اول هذه الشكوك هي ان الخطة لم تتحدث عن الأدوار المناطة بكل دولة من الدول المشاركة في هذا التحالف.

 ثانيا؛ عدم وضوح الرؤية لدى قادة الدول المتحالفة من جانب، ولدى القادة الأميركان تحديداً من جانب آخر.
 فبينما يفكّر البيت الأبيض في توجيه ضربات جوية للارهابيين في سوريا، طبعا من دون التنسيق او حتى اعلام القيادة السورية ولا حتى استجازة الامم المتحدة ومجلس الأمن، رفضت بريطانيا المشاركة في مثل هذه الخطوة رفضاً قاطعاً. وبينما يؤكد اوباما بأنّه لا يفكر ابداً في ارسال قوات برية الى العراق وبأي شكل من الأشكال تحدث اليوم عدد من القادة العسكريين عن إمكانية ذلك.

 ثالثاً: وعندما قدّم الرئيس اوباما خطته الرامية للقضاء على الارهاب في العراق، لم يُشر ابداً، لا من قريب ولا من بعيد، الى دور نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية وقطر في رعاية الارهاب وتنمية قدراته وعلى مختلف الأصعدة، الامر الذي اثار استغراب كثيرين.
 وبينما تدعو واشنطن نظام القبيلة للمساهمة في هذا التحالف الدولي، وهي منبع الارهاب، استبعدت، في الوقت ذاته، طهران وهي المتضرر الرئيسي من الارهاب بعد بغداد، والتي يمكنها ان تساهم بشكل كبير في الحرب على الارهاب لأسباب كثيرة منها الحدود البرية الطويلة (1200كم) مع العراق.
 ان على الولايات المتحدة الأميركية ان تنتبه جيداً الى ان الحلف الدولي الذي شكلته للحرب على الارهاب في العراق، ان هذا الحلف سيقود حربا في اخطر منطقة في العالم، فالحلف يسير بين براميل البارود وبالقرب من آبار نفط العالم، ولذلك فانّ عليها ان تتصرف بحكمة اكبر وبوضوح اكثر، والا فلو انها أطلقت رصاصة واحدة في غير محلّها فقد تأتي في احد براميل البارود، وعندها فسينفجر نارا مستعرة تتلاقفها آبار البترول التي ستظل تمشي بالنار المستعرة في الاتجاهات الأربعة. وعندها فسوف لن تكون مصالحها الاستراتيجية في مأمن لا في المنطقة ولا في غير المنطقة.
 لذلك، ينبغي ان تحدد الولايات المتحدة دور المشاركين في الحلف واحداً واحداً، بلا غموض، كما ان على البيت الأبيض ان يختار واحد من اثنين، فامّا ان يقبل التنسيق مع الحكومة السورية عند توجيه ضربات جوية ضد الارهابيين المتمركزين على الاراضي السورية، او انها (تسمع) نصيحة لندن فتغض النظر الان عن مثل ذلك.

 اما بالنسبة الى بغداد، فان عليها ان تكون اكثر حذرا لتستوعب المتغيرات التي ليست في الحسبان والمفاجآت غير المحسوبة، وهي محقّة اذا فكرت في ان تكون على اتصال مباشر مع دمشق، لان الخطر الذي يتهدد البلدين واحد، كما ان التحالف الدولي يهدف الى العمل على أرضين في آن واحد، لان العدو (الارهاب) ينتشر على أراضي البلدين، فليس من المعقول ان تدير بغداد ظهرها الى دمشق في هذا الوقت بالذات.
 كما ان على طهران، وهي الطرف الإقليمي الوحيد الذي أُبعد او ابتعد عن الحلف الدولي، ان تكون على اهبة الاستعداد لمساعدة العراق في هذا الظرف الحساس، فليس من المعقول ان تترك طهران بغداد لوحدها تحوطه مختلف الأطراف الإقليمية التي اقل ما يقال عنها انها أطراف غير ودية في علاقتها مع العراق، فكيف يمكن الوثوق بها او الركون اليها؟.
 16 أيلول 2014
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك