المقالات

باريس والإنفراج السياسي للعراق

1426 01:50:13 2014-09-19

لحظة لافتة في بداية طريق الحكومة الخامسة بعد 2003؛ أن يتوحد الموقف العراقي في مواجهة التحديات التي تحيط به؛ ويستثمر مواقف الدول من خطر الإرهاب الذي يهدد جميعها؛ وتحدث عملية إنقاذ العراق من مرض العُزلة الذي طاوله لعقود من الزمن.
مؤتمر باريس الذي إستقطب التحالف الدولي، كان أحد البوادر التي ساهمت في إنتشال العراق من الإنعزال، والإنهيار الداخلي، وإن كانت هنالك مواضع إرتياب في نوايا بعض الدول وتناقضاتها في مواقفها الداعمة سلفاً للإرهاب، والمضادة له حديثاً، ألا إن هذا لا يقف عارضاً في تحشيد القوى الدولية ضد خطر الدواعش في الأراضي العراقية. 

قد يكون لتغيير المناخ السياسي، وتشكيل الحكومة التوافقية، وخطواتها في رسم خارطة طريق جديدة للبلد، ساهم بشكل كبير في إيجاد تفاهمات، وتأجيل الخلافات بين الدول المعادية، والوقوف لمحاربة القوى التكفيرية، وتنامي خطرها الذي يهدد حدودها.
مشهد وزير خارجية السعودية مع فؤاد معصوم، وإبراهيم الجعفري، كان مفقوداً منذ وقتٍ طويل؛ مما يبعث الشكوك لمآرب آل سعود في خوض مُهمة الوقوف، والإسناد للتحالف الدولي، لكن ما دامت النوايا مشتركة في محاربة الإرهاب، فهذا لا يمنع من إيجاد روح التفاهم، والإبتعاد عن أجواء الخلافات؛ التي قد تتسبب في عرقلة مهام الدول المشاركة في مؤتمر باريس. 

اللافت في مؤتمر باريس، الدور الذي قام به الرئيس الفرنسي" فرانسوا أولاند" في زيارته المفاجئة إلى بغداد، وكردستان، وموقفه الداعم في محاربة داعش، وعقد المؤتمر في العاصمة الفرنسية، ودعوته عديد من الدول في توحيد القوى الدولية؛ هذا الموقف عجزت عنه كثير من الدول العربية، بل ساندت التكفيريين بكل ما تمتلكه من إمكانيات في سبيل عزل الخطر عنها.

موقف" أولاند" يختلف بإختلاف الليل والنهار، عن ما قام به(ملجِ الأردن) قبل بضعة أشهر، وإنعقاد مؤتمر الذبح، والتكفير، بحضور رموز الحروب الطائفية، ومشايخ الفتن، والكراهية، فالفوارق شاسعة بين ما حدث في عمان، وما يحدث في باريس، وتحالف القوى الدولية لمجابهة خطر تنظيم مايسمى(الدولة الإسلامية)، وكثيرُ ما وجدنا؛ أن بعض الغُرباء الغرب أفضل من بعض الأشقاء العرب!

مؤتمر عمان، كان بؤرة عار وشنار، للدول المجاورة الداعمة، والحاضرة في إنعقاده، ومن الغرابة أن تقف هذه الدول مع مواقف التحالف الدولي ضد عصابات داعش، الأمر الذي يبعث الإرتياب في النفوس، ويقود إلى ضرورة القراءة المستقبلية، لمرحلة ما بعد الحرب ضد داعش، والكشف عن معطيات التحالف الدولي، وموقفها الداعم للعراق.

ماهو أهم من المعطيات؛ الإنفراج السياسي بعد الإنعزال في القضايا العقيمة، والكوارث الداخلية، وضرورة التحشيد الدولي لمواجهة خطر الإرهاب؛ الذي يُعد نقطة إنطلاق للحكومة الجديدة في تحقيق الإستقرار السياسي، وتوثيق العلاقات الدولية، مما يعكس إستقراراً داخلياً في العراق، من خلال وحدة الموقف العراقي ضد أي كارثة؛ قد تعصف به إلى منزلق خطير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك