دجلة الخير الذي تغنى بها شاعرنا الكبير الجواهري ومعه الكثير من الشعراء الذين رسموا في مخيلتنا اجمل الصور لهذا النهر الجميل بضفافه ومياهه العذبة..جائت ثلّةٌ من البرابرة المتوحشين ليحولوه الى نهر من الدم..لتختلط تلك المياه العذبة وتعانق دماء الشباب الابرياء واجسادهم الطاهرة لترتفع الى السماء باجساد وارواح نقية وزكية..وكأن نهر دجلة قد احتضن شبابنا بعد ان تخلى عنهم مشايخ الغدر والخيانة وسلّموهم الى ابشع خلق الله ..واما الشباب الذين ذُبحوا ودفنوا في مقابر جماعية في أرض تكريت ستكون مقابرهم شاهدا حيا وابديا على خسة الفاعلين للجريمة والمؤيدين لها في تلك المناطق وستكون وبالا ثقيلا على ضمير كل من يسكن في تلك المناطق وذكرى لاتنسى مهما طال الزمن....
أما سبايكر التي وجدت للدفاع عن العراق واهله من شماله الى جنوبه تحولت برمشة عين الى مسلخ لابنائنا على ايدي شلّة من المرضى والموبوئين واولاد الزناة الذين فعلوا ابشع واقذر جريمة عرفها التاريخ بكل ازمنته بل هي جريمة العصر التي تجاوزت حتى قصص الاساطير الخيالية منها والواقعية..قضية قتلى الاسرى الالف وسبعمائة من الشيعة العراقيين في مدينة تكريت لم تحدث ابدا لولا تخاذل وقبول المجتمعين الذين كانوا يتفرجون على اقتياد مئات الشباب للمسالخ البشرية التي أعدها المجرمون من العشائر التكريتية..وهذه الجريمة التي سودت وجوه فاعليها وعشائرهم لم ولن تمحى مهما طال الزمن وستكون وبالا على جميع من سكتوا وحرّضوا وتهاونوا مع الفاعلين او برّروا تلك الفعلة الشنيعة بحق شباب عزل وبعمر الزهور..
جميع من يدعون المشيخة الدينية والعشائرية الذي اجتمعوا في اربيل وعمان وصفقوا وهللوا لتلك الجريمة واعتبروها انتصار لشهواتهم الدموية يجب ان يحاسبوا على انهم مشتركون فيها باعتبارهم اعطوا الاوامر لتلك المجاميع المتوحشة والقذرة في تنفيذها وابادة اكثر من الف وسبعمائة انسان بريء..وبعد الجريمة مباشرة خرج هؤلاء المشايخ ليؤكدوا تأييدهم ودعمهم للمجرمين وفعلتهم البربرية وكانوا سندا قويا وداعما لكل الجرائم الارهابية التي حدثت في مناطقهم.... نحن لسنا طلاب حروب بل طلاب سلام ورحمة لكل البشر ولكن لكي يتحقق السلام والامن يجب القضاء على المجرمين والقتلة من اي فئة كانوا وفي اي مكان ومن اي ملة او عشيرة..
ان ماحدث في مذبحة سبايكر يكشف لنا ان في العراق أقواما ليسوا من صنف البشر الأدمي..ربما هم ذو اشكال ادمية ولكنهم بارواح شيطانية شريرة تنفذ ماتُأمر به من قبل شياطينها وهم مجرد ادوات تنفيذ ومع الاسف هذا موجود في العراق على شكل قبائل وعشائر تسكن في بعض نواحي وطننا وهي مناطق معروفة بتراثها الدموي ضد الشعب العراقي ولكي يستريح العراقيون يجب عليهم طرد هؤلاء من ارض العراق واسقاط الجنسية عنهم لانهم لايمكن ان يكونوا عراقيون وقبل كل ذلك يجب القصاص من الجناة وكل من وقف معهم وبرر فعلتهم القذرة..
ان دماء الف وسبعمائة انسان بريء ستكون عارا ختم الدم والعارعلى مضايف أل بوناصر وقبيلة العجيل وعلى جبين كل من ناصرهم من شيوخ الشيطنة والساسة الخونة..هم يظنون انهم قادرين على تجاوز هذا النكبة الاخلاقية التي اصابتهم في مقتل وظنّوه انتصارا في بداية الامر ولكنهم واهمون لانها كشفت معدن القوم واصولهم البربرية وستكون العار الذي لايمحى على مدنهم وقبائلهم وستدون احداثها وستحكى للاجيال جيل بعد جيل وستخلدها الكتب والفنون بالاسماء والصور..
ربما يستطيع المجرمون التخفي لبعض الوقت لكن العدالة الالهية لن تتركهم ينعمون بحياة طبيعية وسيعيشون في حالة ذعر وخوف مستمرين مهما طال الزمن ومن ثم سيأتي دور القانون والشعب في الاقتصاص من المنفذين ومن يقف خلفهم..
الآن وقد تبين الخيط الابيض من الاسود وانكشفت قباحة كثير من الوجوه التي خُتمت بالعار والشنار ورفعت الاقنع عن وجوه الذين كانوا يتغنون تحت غطائَي الدين و الوطنية..على الحكومة ان تقوم بواجبها اتجاه اهالي ضحايا سبايكر وتعمل وبسرعة قصوى وبجدية من اجل القاء القبض على المجرمين ومن أيدهم في تلك المناطق خصوصا وان الادلة اصبحت موثقة بالصوت والصورة واسماء المجرمين معلومة ومعروفة.. لينالوا جزائهم ويكونوا عبرة ودرس لغيرهم ولكل المجرمين والارهابيين..
https://telegram.me/buratha