تمارس كثير من القوى السياسية، أو التحالفات نفوذها لتسخير السلطة، لصالحها في ظل المخاضات، والنزاعات السياسية . كان أداء التحالف الوطني، في المرحلة السابقة التي سبقت تشكيل حكومة، السيد حيدر ألعبادي، متعثراً ومتلكئ .
فقد صودرت إرادة التحالف، لصالح السلطة، بما كان يتماشى مع ما يحقق مأربها . مر على التحالف في الحكومة، السابقة صراعات مع السلطة، وأخرى مع مكوناته السياسية، فقد كانت الحكومة تسير وفق رؤيتها، لا وفق رؤية التحالف، مع عدم وجود إستراتيجية واضحة في سياساتها .
ادخل هذا النهج البلد، أزمات ونزاعات سياسية، أثرت على الأداء السياسي للحكومة، في جميع مفاصلها . فمرة تذهب في نزاع مع السلطة التشريعية، وأخرى مع إقليم كردستان . فقد كانت تجعل من الخلافات القانونية، والإدارية أزمات وخلافات سياسية، لتسخيرها لمصالحها، لتنحرف المؤسسة الحكومية، عن مسارها الصحيح . فقد سمعنا، (رئيس الوزراء السابق يقول إنا ولي الدم)، في مقتل احد الأساتذة الجامعيين، في مشاجرة مع احد ضباط البيشمركة .
في ظل تجاهل صارخ، لدماء مئات الإلف من العراقيين، التي كانت تسقط جراء الأداء الفاشل، لرئيس الوزراء السيد المالكي . في حين إن القضية، كانت قانونية وقضائية، ليذهب المسئول في إدخال نفسه، بأزمات ونزاعات، مع حكومة الإقليم . كانت رؤية الحكومة، مشخصة تذهب بعيدا جدا، عن رؤية التي رسمها التحالف الوطني . حين جلس جميع الفرقاء السياسيين، في اربيل لأقالت السيد المالكي من الحكومة، كان ذلك نتاج تغييب دور، التحالف الوطني، الذي كان يرأسه، الدكتور إبراهيم الجعفري .
لقد كان أدى التحالف، أداء متواضع وخجل، في ما كان علية من واجبات ومهام، لولا إن كان عدم، حضور السيد عمار الحكيم، في اربيل . فقد كانوا يصرون على حضوره، ولو شكلاً ليُسقطوا، حكومة السيد المالكي . كانت الرؤية السياسية، واستقصاء الإحداث، والنتائج تنم عن دراية، السيد عمار الحكيم لعواقب الأمور . فقد وضع على مقررات اربيل، فيتو الحكيم، وافشل مشروع، إسقاط الحكومة في وقتها . لقد وضع التحالف أولوية التغيير، أحدا أهم أهدافه، على شخص السيد المالكي، وامتثالاً لنداء المرجعية الرشيدة .
كان ترشيح السيد حيدر ألعبادي، لرئاسة الحكومة، نهجاً صحيحاً في إستراتيجية، التحالف الوطني، وتوحيدا لصفوفه، لينتصر على شخصنة السلطة .
هذا يعزز إن يكون من يقود، التحالف الوطني، في المرحلة القادمة، على قدر عالي من المسؤولية، والمقبولة والحكمة . إمام التحالف مسؤوليات وخطيرة، فلابد من اختيار رئيسا له، فتياً قوياً حكيماً، وإكمال النظام الداخلي وتحديد المسؤوليات والواجبات .
مع اخذ المرحلة الراهنة، على مستوى عالي من الأهمية، لما يمر به العراق، من حرب مع الإرهاب، والتدخلات الدولية، التي كانت ثمار فشل السياسات، الحكومة السابقة، حتى لا تذهب الحكومة الحالية إلى نفس الأداء .
https://telegram.me/buratha