منذ توجه أمريكا, لمحاربة "داعش" التي هٌزِمِت شر هزيمة, بعد فتوى السيد السيستاني, دار في خلدي السؤال التالي.
ماذا تهدف أمريكا من محاربتها لداعش وهي صنيعتها؟!
أول خطوة إتخذتها أمريكا, هي إلصاق تبعية داعش, بالحلف الثلاثي (روسيا, سوريا , ايران), وقد أكد ذلك تصريح وزير الخارجية السعودي الذي قال "إن داعش صناعة إيرانية" ليتسنى لها توجيه الراي العالمي ضد هذا التنظيم.
لم يحرك هجوم داعش, وإستيلائها على المحافظات الغربية والموصل, وتقدمها بإتجاه بغداد, القرار السياسي الأمريكي لضرب ومحاربة هذا التنظيم.
لكن وبعد فتوى السيد السيستاني- وتراجع داعش أمام ضربات الحشد الشعبي, إتجه التنظيم الأرهابي للإنطلاق بإتجاه أربيل.
هنا؛ بدأت أمريكا بالتحرك لتجريم ومحاربة داعش, فأمريكا لها مصالح كبرى في أربيل, وهذه المصالح تستدعي-بمقضى السياسة الأمريكية- أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بحمايتها, وهذا ما أكده الرئيس الأمريكي ووزير خارجيتها.
ولكي تخرج أمريكا من الحرج, قامت بإنشاء حلف دولي لمحاربة داعش, حلف في ظاهرة يهدف لنصرة العراق وشعب سوريا, لكن في باطنه غايات أخرى, تهدف لرسم خريطة جديدة, لمنطقة الشرق الاوسط.
داعش تقاتل الحكومة السورية, وتقاتل الحكومة العراقية, إذا لماذا هذه الإزدواجية في التعامل, من قبل امريكا بمساعدة حكومة العراق هنا, ونصرة المعارضة السورية هناك ضد داعش وضد الحكومة السورية.
أمريكا؛ التي خرجت من العراق خالية الوفاض, فبعد تضحياتها حسبما تدعي- خرجت بدون أن تبقي قاعدة عسكرية, في الاراضي العراقية, ولم يبقى لها موطأ قدم, كذلك لم يبقى لها أي أرتباط إقتصادي في العراق, وحتى عقود النفط, ذهبت في غالبيتها, لشركات صينية وماليزية وروسية.
بدأت أمريكا تخطط لإعادة الإنتشار في العراق, فأوجدت داعش, هذا التنظيم الذي ظنت أمريكا, من خلاله أنها ستتمكن من تنفيذ خطة بايدن للتقسيم, لكنها فوجئت بموقف السيد السيستاني الذي قلب الطاولة وبعثر الورقة الامريكية.
مع هذا التغير في الصورة, عادت لتحارب, وبتفويض من دول العالم ومجلس الأمن هذه المرة, لتضع لها موطئ قدم, في العراق من جديد, ولكي تكون قريبة من الخطر المرعب بنظرها- وهو المد الشيعي والمتناغم عقائديا مع عدوها اللدود إيران.
أمريكا لم تقم بمحاربة داعش "لسواد عيون العراقيين" بل قامت به لتنفيذ مخططاتها, بإعادة رسم خارطة المنطقة, وإعادة موازنة الكفة في ميزان القوى العالمية, الذي أثبت فيه الدور الروسي والإيراني علو كعبه, كما لوحظ في أحداث سوريا واحداث العراق.
https://telegram.me/buratha