المقالات

في الحركة بركة يا وزراء حكومة ألعبادي

2311 2014-09-28

كشفت الأيام والأسابيع التي تلت تشكيل حكومة السيد ألعبادي عن منهج جديد لم يكن مألوفا في الحكومة السابقة التي كان يترأسها السيد نوري المالكي وهذا المنهج تمثل في حركة عدد من وزراء هذه الحكومة على المواقع والمنشات التي تقع تحت إطار مسؤولياتهم تاركين المكاتب والملفات لأوقات أخرى لا تأثر كثيرا على مهمة التواجد الفعلي في ساحات العمل والحركة.
ومثل هذا المنهج الغائب يمثل تغييرا كبيرا في بوصلة الفهم لدى النخب السياسية المشاركة في الحكومة الجديدة طالما أيقنوا ان النجاح وليد التواجد المباشر في المصانع والملاعب والمطارات والموانئ وحقول النفط والمنشات ومحطات التكرير ومحطات توليد الكهرباء في إشارة الى وزير الكهرباء حتى لا يقول البعض ان من عنيتهم ابتدءا هم وزراء المجلس الأعلى حصرا.
وللحقيقة فان من تم مشاهدتهم في سوح العمل وبين الموظفين ومع المواطنين ويستعجلون معالجة الأخطاء هم وزراء النفط والنقل والشباب والكهرباء إضافة الى رئيس الوزراء الذي كان بسيطا وواقعيا وغير متكلف في جولاته وزياراته الميدانية،وحركة هؤلاء تعطي أملا بغد أفضل ونية صادقة للتخلص من أخطاء المرحلة السابقة ومعايشة حقيقية لمعانات الموظفين والمواطنين على حد سواء.
وما يعول عليه في حركة الوزراء اليومية ليس الحركة لذاتها بل معالجة الأخطاء والسلبيات التي تراكمت طوال السنوات الماضية وتشجيع الخطوات الايجابية والقضاء على حلقات الروتين المتداخلة وكشف الفاشلين والسماسرة والشد على ايدي الناجحين والمتميزين وهي في النهاية "اي الزيارة"عنصر ضغط دائم على الجميع.
ان هذه الحركة المباركة ومع بواكير انطلاقتها لم تمر مرور الكرام من قبل الفاشلين والسماسرة والمطبلين وأصحاب الأجندات المتداخلة بل وضعوا أمامها ألف علامة استفهام واستفهام وأشاعوا عنها الكثير من القيل والقال وغلفوها برايات الفساد والكذب والتسقيط،وواضح ان سبب حملة التشويه والتسقيط لم تكن خالصة لوجه الله بل سببها وزراء المجلس الأعلى الذين انطلقوا بقوة ونشاط في وزاراتهم فكانت لهم صولات وجولات على الملاعب والمطارات والمنشئات النفطية من بيجي الى البصرة ومثل هذه الحركة وهذا النشاط لا يروق للكثير خاصة أولئك الذين أضاعوا أكثر من ثمان سنوات من عمر الشعب العراقي لم يقدموا خلالها غير الألم والموت والدمار.
ان ممثلي المجلس الأعلى في حكومة ألعبادي سيحملون مشروع التغيير الذي دعت اليه المرجعية الدينية العليا وسيجد الآخرون أنفسهم مجبرين على ركوب سفينة الحركة والتواجد في الميادين والحقول والساحات والمصانع لتحسس نبض الشارع ومعرفة احتياجاته والاستماع الى همومه وبالتالي معالجة مشاكله.

ان التركة الثقيلة التي ورثتها حكومة العبادي تحتاج الى زمن مضاعف وتواجد حقيقي في المصانع والمزارع والمؤسسات الخدمية والصحية والتربوية لمعرفة حجم الماسات التي يعيشها الشعب العراقي وضرورة التفكير الجدي والسريع من قبل اقطاب هذه الحكومة لايجاد العلاجات الحقيقية والواقعية السريعة لمعالجة ما يمكن معالجته في اسرع وقت قبل ان يستفحل الداء وعندها يصعب ايجاد الدواء الشافي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك