المقالات

" تربية المجتمع عن طريق النظام السياسي "

1736 17:00:01 2014-10-01

المؤامرة ونظرتها، واقع حال، وحقيقة ملموسة، لكن ماذا ينفعنا أن نقول دائماً بأن هناك مؤامرة؟ هل يعني أن نستسلم وننظر الى الآخر وهو يحركنا إلى حيث يريد؟! يجب العمل والتحرك، على ضوء ما يفرضه الواقع، لا ما يرده الآخر، فنحن إن بدئنا بتربية مجتمعنا، تربية رصينة، سنتمكن من أن نجتاز كل صعوبة ونسقط كل مؤامرة.

تقوم تربية الكائنات الحية، من حيث هي تمر بمرحلة نمو متتابعة، من خلال تدريبات، وفق مراحل محددة ومتعددة، وتستخدم التربية عدة أساليب للوصول إلى ما تريد، والنظام السياسي من حيث هو قوانين وتشريعات فهو تربية مجتمع، ويجب أن يتسم بالرحمة والتسامح قبل الشدة والعقاب، ومن ذلك قيل: (هدد بالعقوبة ولا تطبقها). 

من أساليب التربية هو إسلوب الترغيب والترهيب، الذي إستخدمه الإسلام، الترغيب في الدنيا، وترك الترهيب لما بعد الدنيا أي الأخرة؛ فأما عقوبات الدنيا، فهي عقوبات رد مظالم، عقوبات تختص بأخذ الحق للمظلوم من الظالم. قامت سياسة الإسلام على التربية والنصيحة، هكذا علمنا الإسلام أن نربي وننصح، أولاً وثانياً وثالثاً دون مملل أو كلل، وأن ندفع بالحسنة السيئة، فإن أصر الأخر على كفره فهو وما أختار...

في آية يتشبث بها التكفيرين، وكذلك بعض ابناء الديانات الأخرى بالإستدال على قسوة الإسلام، وهي قوله تعالى(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّ... وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ[المائدة : 33]).
يقول التكفيريون إن عملنا هو ما نصت عليه هذه الآية!، ولا أدري لماذا يتجاهل هؤلاء المقدمات ويلجئون الى النتائج دائماً؟!، فلقد جاءت كلمة(إنما) وهي أداة حصر، أي حصر هذه العقوبات بـ(الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّ... وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً)، فهل يا ترى حارب شيعة العراق وسنته ومسيحيوه وبقية طوائفه الأخرى الل... ورسوله؟! أم هل سعوا في الأرض الفساد؟! ...

أقول: هل رأيتم الرسول(صلواته تعالى عليه وآله) طبق هذه العقوبات في حق أي شخص؟!
هل رأيتم أي أحدٍ من أئمة أهل البيت(عليهم السلام) حكم بهذه الأحكام بعد إستشهاد الرسول(صلواته تعالى عليه وآله)؟!، اللهم إلا النفي، فقد حدث ونفى الرسول(صلواته تعالى عليه وآله) مروان بن الحكم، ذلك لسوء خُلقه، وغيرها من الصفات التي ليست محل بحثنا، وهي عقوبة بمعنى دفع الضرر ليس إلا.

التغيير، شعار طرحته المرجعية الرشيدة، ولم تكن تعني به تغيير الأشخاص قطعاً، بل تغيير نظام لم ينتج عنه إلا الفساد، وقد قلنا بأن النظام السياسي هو المربي للمجتمع، فيجب علينا أن نأتي بنظام سياسي مواكب للتغيرات التي تحصل عَبرَ الزمن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك