المقالات

الساسة والمحن الثلاث : الفساد والإرهاب والسذج

1156 2014-10-10

منذ أن ظهر العراق للوجود لم تعترضه مخاطر كالتي تعترضه اليوم, خصوم محترفون لفن الشر(أمريكا وأتباعها), أعداء يمتلكون كل الأدوات , وجيران مستسلمون كخرفان العيد بيد أمريكا, وهؤلاء يخططون للتضحية بسكان العراق, أما خطر الساسة فلا يطاق, ساسة همهم شكلهم إمام الرأي العام, والاكتفاء بالقشور للضحك على البسطاء, فالمحنة كبيرة وردة الفعل لازالت دون المستوى.
تفاصيل المحنة متنوعة بين فساد وإرهاب وسذاجة.
الفساد ينخر بجسد مؤسسات الدولة منذ سنوات, وهو سبب ضياع الأموال والجهد والوقت, ولم تعالجه الحكومات السابقة! نتيجة انغماسها بالفساد نفسه, أو وصول من لا يملك القدرة على المواجهة, لذا الخطر الحقيقي يكمن في وصول هؤلاء للمناصب, وغياب البرنامج الحكومي الحقيقي لمحاربة الفساد, اليوم على السياسي متسلم المنصب وضع خطة ممكنة التحقق لردع المفسدين, وإلا تحول مع الوقت لمجرد جزء من منظومة الفساد, فهي تبتلع من يسكت عنها. 
الإرهاب صنعة عالمية, الهدف منها تفتيت البلدان, جاءت به أمريكا وإسرائيل للمنطقة, كي تصرف الأذهان عن الأهم, وها هي سنوات تضيع في رد العدو المختلق, الذي يكاد يمزق الوطن, والسبب ليس في قوة الإرهاب, بل في ضعف الساسة وتخبطهم, واندفاعهم المميت نحو مغانم خاصة! الوضع اليوم يحتاج قادة أقوياء على قدر المهمة, يكون دافعهم الأول الانتصار على الإرهاب, وليس أمور أخرى وحساب المغانم.
السذج هم من جاءت بهم المحاصصة ,ليدمروا البلد بأفعالهم البعيدة عن العقل, وهم يمسكون بمناصب حساسة جدا, الخلل يكمن في الأحزاب التي أوصلت هذه شخصيات لمكانة المناصب, بسبب نظام العلاقات والمحسوبية السائد داخل الأحزاب, فوصول هؤلاء السذج لكرسي المسؤولية, جعلهم يعيثون فساد ويصبحون مطية للآخرين, فتذكر معي كم الأسماء الساذجة جدا والتي تسلمت مناصب, وحتى الحكومة الحالية فيها بعض السذج مما جاءت بهم الصدف, والعلاج إن تراقب الكيانات السياسية من رشحت وأوصلتهم للمنصب, ورفدهم بالمستشارين .
هذه المصائب الثلاث ( الفساد والإرهاب والسذج) هي علة الخراب اليوم, فنحتاج اليوم لسياسيين محترفين يفهمون كيفية التعامل معها, وإلا غرق المركب بالكامل , البلد محتاج لقادة أقوياء منسجمين لإنقاذ الوضع, نعم أن قافلة الفاسدين والأعداء والسذج كبيرة جدا, وهي ستقاتل على مواقعها ومغانمها , لذا الاحتراف السياسي هو الحل , شخوص يفهمون اللعبة جيدا, ويدركون أهمية وجود برنامج لتفعيله, ومصيرية الخلاص من هذه المحن الثلاث, مع خلوص النية (( صلاح العمل بصلاح النية)).
إما دور الأحزاب فجوهري بالدفع بالكفاءات, بعيد عن (الكروبات) والمحسوبية والعلاقات, فالتاريخ سيحاسبهم لأنهم اصعدوا من لا يستحق لمناصب المسؤولية. 
فهل يتعظ الساسة من أخطاء الماضي؟ وهل ستنتهي هذه المحنة الثلاث؟ المستقبل سيجيب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك