سنوات مرت على الحرب والفوضى وانتشار الارهاب في المنطقة واميركا والغرب يغضون الطرف عن مشاهد الجرائم والقتل و يتفرجون من بعيد ويكتفون بالاستنكار والادانة كأي دولة ضعيفة لاتملك قدرة على مجابهة الاحداث التي تفتك باهم منطقة من العالم..
الارهاب ينتشر ويتوسع بدعم واسناد دول مشاركة في هذا التحالف الذي اصبح تحالفا غامضا وغير مفهوم ومشكوك فيه وفي اهدافه لوجود بعض الدول التي ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في دعمه واسناده..فهناك دولا تقدم الدعم المادي والمعنوي للارهاب في المنطقة ودولا اخرى فتحت حدودها وجعلت من اراضيها سكنا طيبا وممرا آمنا للمجاميع الارهابية ..
فهل يُعقل ان اميركا وحلفائها الغربيين لايعلمون من اين يأتي الارهاب والارهابيين وعبر اي حدود او انهم لايعلمون من أين يأتي مصدر التمويل والتسليح لتلك المجاميع التي تغزو اكثر البلدان العربية والاسلامية وخصوصا مايجري في العراق وسوريا..
تصريح بايدن الاخير يؤكد ان اميركا والغرب يعلمون جيدا بكل مايجري في المنطقة وما اتهامه لدول الخليج وتركيا ومن ثم اعتذاره الاّ اشارة قوية وانذار مبطن لتلك الدول الراعية للارهاب أما الاعتذار فهو عبارة عن تأجيل الاتهام وسيأتي تأكيده بعد حين..وهذا هو التخبط الذي يصيب هذا التحالف لانه يجمع بين متناقضين يتظاهرون بانهم متحالفين ولكن الحقائق على الارض تقول خلاف ذلك تماما..
لذلك نرى ان الضربات الجوية التي يقوم بها هذا التحالف المزعوم لاتؤدي الغرض الذي جائوا من اجله واعلنوه للعالم فكلها ضربات كسيحة ومتفرقة هنا وهناك لم تستطع لحد الآن كبح جماح تقدم الارهابيين في المناطق التي يريدون الدخول اليها وكأنها اصبحت لعبة القط والفأر( توم وجيري) بين الدول المتحالفة وبين الارهابيين..
وهذا لايمكن ان يصدقه العقل السليم اي اننا لايمكن ان نصدق ان اميركا والغرب غير قادرين على ضرب اهداف مركزة للمواقع القيادية والتموينية وخطوط امداد الارهابيين ومحاصرتهم في مناطق محددة والقضاء عليهم خلال شهر وليس اكثر..
فهل من المعقول ان نصدق ان تركيا تريد ان تحارب داعش وأراضيها اصبحت المستنقع الخصب لجموع الارهابيين الذين يملأون الاراضي التركية ومطاراتها وحدودها المفتوحة والآمنة لعبور تلك المجاميع والتي تساهم بشكل مباشر في تحشيد وزيادة زخم الارهابيين المتجهين لساحات القتال في سوريا والعراق ..
ام نصدق دول الخليج ومشايخها التي تمول وتدعم جميع المنظمات الارهابية ماديا ومعنويا من خلال مؤسسات رسمية وغير رسمية واخرى دينية كلها تقوم بضخ الاموال والدعم لتلك المجاميع المنتشرة في المنطقة والعالم..
لهذه الاسباب وغيرها فان هذا التحالف ولد بعد مخاض عسير والنتيجة كانت هي ولادة تحالف ميت ولايمكن ان ينقذ المنطقة وشعوبها من آفة الارهاب اذا استمر على هذا المنوال..لان امريكا اختارت دولا داعمة للارهاب ورفضت التحالف مع من يريد المشاركة الجدية في محاربة الارهاب..ولكن لانعلم هل ان المصالح الامريكية والغربية اقتضت ان يكون التحالف على هذه الصورة التي يكتنفها الغموض واللامعقولية؟..وهل هناك تفكير في انشاء دولة متطرفة لتكون امر واقع في منطقة حساسة مثل الشرق الاوسط ومن ثم الاعتراف بها في المنطقة ليتم من خلالها عزل ايران عن سوريا وحزب الله بعد ان فشلوا في تأسيس دولة طالبان في افغانستان؟ هذا ماستكشفه الايام القادمة..
https://telegram.me/buratha