المقالات

شيزوفرينيا السياسة الأمريكية

1212 03:18:47 2014-10-11

عند متابعة السياسة الأمريكية ،نلاحظ التخبط والتناقض، في بعض المواقف والتصريحات،وحتى على مستوى الإستراتيجيات، ويبدو أن صناع القرار في الإدارة الأمريكية مصابين بداء "الفصام "،المرض النفسي الخطير الذي يصيب الانسان .
يعلم الجميع أن أميركا دولة مؤسسات، وأن هناك مراكز دراسات وبحوث متخصصة، في تقديم المشورة لأصحاب القرار ، وهذا لايعني العصمة ،أو عدم الوقوع في الأخطاء أو التناقضات .
عند الرجوع الى التأريخ القريب ،وبالتحديد في (2003)، ذلك التأريخ الذي مثل منعطفا مهما وخطيرا في العراق والمنطقة ، حيث قاد الرئيس الاْمريكي السابق "جورج بوش "،تحالفا دوليا كبيرا ،لإسقاط نظام" صدام "المقبور، ذلك النظام الذي حاز على دعم كبير من الإدارة الأمريكية ،خصوصا خلال فترة الحرب مع الجارة إيران ، الذي كان يحارب الجمهورية الإسلامية الفتية، بالنيابة عن أمريكا وإسرائيل والغرب، وقدم خدمات كبيرة لهم ،ووسع نفوذهم العسكري في منطقة الخليج .
إن حرب إسقاط "صدام" ،كلفت الخزينة الأمريكية، ودافعي الضرائب، ما يقارب " تريليوني دولار" بحسب إحصاءات المراكز المتخصصة ،ولكي نقرب الرقم يعني ما يعادل تصديرالنفط العراقي بأكمله لاربعين عاما ، فضلا عن الخسائر البشرية والنفسية لدى الجيش الأمريكي ،حيث بلغ عدد القتلى أكثر من( 4000) قتيل ، ألم يكن من المصلحة الأمريكية ،التفاهم مع النظام المقبور، الذي لم يشكل أي تهديد لهم، ولتجنبو تلك الخسائر الفادحة ، وبإسقاطة، قدمو خدمة كبيرة ،لعدوهم الأول الجمهورية الإسلامية التي أصبح نفوذها أكبر وأقوى ،في العراق والمنطقة ،وأعادو الحكم للأغلبية الشيعية .
أما في سوريا فقد دعمو "داعش" لإسقاط نظام الأسد، بصورة مباشرة أو غير مباشرة ،وقد أسموهم بالمعارضة "المعتدلة "،وبعد إزدياد نفوذهم وسيطرتهم على مناطق شاسعة من العراق، شكلو تحالفا دوليا واسعا لمحاربة "داعش " ، وفي الآونة الأخيرة خرج علينا "بايدن " بتصريحات قوية ،إتهم فيها تركيا والسعودية 

والإمارات ،بدعم الجماعات المتطرفة ،ثم تراجع عن تلك التصريحات ،وأعتذر لحلفائه في المنطقة ! ثم دعمو الإخوان في مصر، وبعدها إعتبروهم المصدر الفكري للتطرف !!.
علينا أن نبحث عن مصالحنا ،وسط هذه التناقضات فما ينفعنا نأخذ به، وما يضرنا نضرب به عرض الحائط ،ونترك جانبا كل الشعارات والمزايدات التي تضر ولاتنفع . 
ويبدو أن الاْمريكان بحاجة إلى علاج سريع وفعال، من داء الشيزوفرينيا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك