المقالات

شيزوفرينيا السياسة الأمريكية

1339 2014-10-11

عند متابعة السياسة الأمريكية ،نلاحظ التخبط والتناقض، في بعض المواقف والتصريحات،وحتى على مستوى الإستراتيجيات، ويبدو أن صناع القرار في الإدارة الأمريكية مصابين بداء "الفصام "،المرض النفسي الخطير الذي يصيب الانسان .
يعلم الجميع أن أميركا دولة مؤسسات، وأن هناك مراكز دراسات وبحوث متخصصة، في تقديم المشورة لأصحاب القرار ، وهذا لايعني العصمة ،أو عدم الوقوع في الأخطاء أو التناقضات .
عند الرجوع الى التأريخ القريب ،وبالتحديد في (2003)، ذلك التأريخ الذي مثل منعطفا مهما وخطيرا في العراق والمنطقة ، حيث قاد الرئيس الاْمريكي السابق "جورج بوش "،تحالفا دوليا كبيرا ،لإسقاط نظام" صدام "المقبور، ذلك النظام الذي حاز على دعم كبير من الإدارة الأمريكية ،خصوصا خلال فترة الحرب مع الجارة إيران ، الذي كان يحارب الجمهورية الإسلامية الفتية، بالنيابة عن أمريكا وإسرائيل والغرب، وقدم خدمات كبيرة لهم ،ووسع نفوذهم العسكري في منطقة الخليج .
إن حرب إسقاط "صدام" ،كلفت الخزينة الأمريكية، ودافعي الضرائب، ما يقارب " تريليوني دولار" بحسب إحصاءات المراكز المتخصصة ،ولكي نقرب الرقم يعني ما يعادل تصديرالنفط العراقي بأكمله لاربعين عاما ، فضلا عن الخسائر البشرية والنفسية لدى الجيش الأمريكي ،حيث بلغ عدد القتلى أكثر من( 4000) قتيل ، ألم يكن من المصلحة الأمريكية ،التفاهم مع النظام المقبور، الذي لم يشكل أي تهديد لهم، ولتجنبو تلك الخسائر الفادحة ، وبإسقاطة، قدمو خدمة كبيرة ،لعدوهم الأول الجمهورية الإسلامية التي أصبح نفوذها أكبر وأقوى ،في العراق والمنطقة ،وأعادو الحكم للأغلبية الشيعية .
أما في سوريا فقد دعمو "داعش" لإسقاط نظام الأسد، بصورة مباشرة أو غير مباشرة ،وقد أسموهم بالمعارضة "المعتدلة "،وبعد إزدياد نفوذهم وسيطرتهم على مناطق شاسعة من العراق، شكلو تحالفا دوليا واسعا لمحاربة "داعش " ، وفي الآونة الأخيرة خرج علينا "بايدن " بتصريحات قوية ،إتهم فيها تركيا والسعودية 

والإمارات ،بدعم الجماعات المتطرفة ،ثم تراجع عن تلك التصريحات ،وأعتذر لحلفائه في المنطقة ! ثم دعمو الإخوان في مصر، وبعدها إعتبروهم المصدر الفكري للتطرف !!.
علينا أن نبحث عن مصالحنا ،وسط هذه التناقضات فما ينفعنا نأخذ به، وما يضرنا نضرب به عرض الحائط ،ونترك جانبا كل الشعارات والمزايدات التي تضر ولاتنفع . 
ويبدو أن الاْمريكان بحاجة إلى علاج سريع وفعال، من داء الشيزوفرينيا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك