المقالات

عيد الغدير، والإنحراف الإسلامي الخطير؟

1587 22:39:22 2014-10-11

بالرغم من أن افلاطون عاش قبل الميلاد، إلا إننا سننطلق في مقالنا هذا من أحد أبرز كتبه المهمة، جمهورية أفلاطون، حيث يقسم في هذا الكتاب أنظمة الحكم الى خمسة انواع، على التوالي من حيث الأفضلية: المَلَكية (إذا حكم الفرد) أو الأرستقراطية (إذا تعدد الحاكمون)، والتيموكراسية والاوليغاركية والديموقراطية والاستبدادية(الدكتاتورية).

من المهم جداً معرفة خصائص هذه الحكومات، ومواطن الأختلاف بينها، وهو بحث شيق، ولكننا نعرف أن إسلوب المقال لا يحتمل الإطالة، ولذلك فسإركز في مقالي هذا على سؤال طرحه بعض الأصدقاء وهو: هل إن الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) ديمقراطي؟
إن كل من يقول بديمقراطية الحكم في الإسلام، ويضرب مثلاً بحكومة الإمام علي، فهو واهم، ولا يعرف عن الحاكم والحكومة الإسلامية أي شئ، وإنما يريد أن يُسقط الأشياء ويطابقها تكلفاً منهُ، وهو يظن أنه بذلك يُحسن صنعاً، وأنه يقوم بخدمة الإسلام والمسلمين.
أنا لا أخاف من مخلوق، ولا أستحي منه، فأعتقد وأنطق بما يوصلني إليه فكري؛ الحكم في الإسلام أرستقراطي، وعلي بن أبي طالب لم تأتي به الأنتخابات، وإنما هو رجلٌ مُنصب من قِبل الرسول محمد (صلواته تعالى عليه وآله) في يوم الغدير.
كانت قريش تخطط للوصول الى الحكم بعد موت الرسول، وذكرت بعض الكتب محاولات قام بها بعض المنافقين لأغتياله، ولم ينجحوا في ذلك، وكان الرسول منذ بادئ الأمر، قد هيئ الأرضية لأستلام علي للحكم بعده، من خلال عدة إشارات، ولكنه رأى إصرار القوم على مخالفته، وأنهم كانوا يؤولون هذه الإشارات ويفسرونها بتفسيرات عديدة.

قرر الرسول أن يحسم الأمر وخصوصاً وقد علم دنو وفاته، فإستغل اجتماع الناس في موسم الحج، وفي موقع بئر(خُمْ) بالذات، حيث صلى بهم الظهرين جماعة، ثم قام خاطباً وأعلن صراحةً (من كنتُ مولاه فهذا علي مولاه)؛ وهنا وقعت الطامة الكبرى.
بدأ المنافقون يعلنون عن تحركاتهم ظاهراً، أولاً: لأنهم تأكدوا من دنو وفاة الرسول، وثانياً: ليتداركوا أمرهم الذي أفسده عليهم الرسول بتنصيب علي إماماً من بعده؛ وحدث ما حدث من أمر السقيفة، وعند إحتجاج عليا وفاطمة عليهم بالقرآن، بدأوا بإبتداع أحاديث موضوعة ومزيفة، وتؤيل أخرى لصالحهم، وكان هذا بداية الإنحراف الإسلامي الذي أودى بنا الى ما نحن فيه.

لم يبقى من الإسلام من يتبنى مبدأ ارستقراطية الحكم إلا الشيعة وطبقوه في إيران، وأما الغرب فخير مثال على النظام الأرستقراطي هو بريطانيا ولكنه مَلَكي.
يَعتبر الشيعة أن عيد الغدير هو عيدهم الأكبر، وبالفعل هو كذلك، فقد مُنحوا في هذا اليوم معنى النظام العادل في الحكم، وفهموا صفات الحاكم في الإسلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك