المقالات

الانباريون والأمريكان وبنت الشيخ !!

1656 22:44:35 2014-10-11

مع وجود الكثير من نقاط الخلاف والاختلاف في طريقة تعاطي الإخوة الأعزاء في الرمادي والفلوجة والكرمة وهيت وراوة وعانة وحديثة وكبيسة وحصيبة والقائم مع أيام الاحتلال في عام 2003 ،الا ان ذلك لم يمنع من اختلاط دماء أبناء الجنوب مع أبناء الغربية ،ولم يكن رد الدين غائبا في ذهنية الإخوة الانباريين ،بل زادوا العطاء في معركة النجف الاشرف ،فكان العراق حاضرا في الانبار وفي النجف الاشرف.
ولم نسمع في يوم من الايام ،ان الاهل والاحبة في الرمادي من المتحمسين للفدرالية ،بل كانوا من اكثر الناس الرافضين،حبا منهم بالعراق الواحد،رغم ان الفدرالية لا تعني التقسيم ،بل اجراء اداري يتلائم مع طبيعة المرحلة التي يعيشها العراق بعد سقوط نظام البعث الصدامي،وكانت فيها الحلول لكل اوجاع العراق والعراقيين.
وما اتذكره عن ابناء الانبار،رفضهم المطلق للامريكان،هو غيرتهم ورجولتهم على مجتمعهم،لانهم يعتبرون ان وجود الاجنبي،جزء من هتك الحرمة،وكانوا يصرحون في الليل والنهار برفضهم تواجد الامريكان،لان هؤلاء"اي الامريكان" كانوا ينتهكون الحرمات،وكانوا يتعاملون مع ابناء وبنات الانبار باخلاق لا تمت الى تقاليد الغربية بصلة على حد قولهم ،بل ان صالح المطلك وظافر العاني ،كانوا يشيعون ان الامريكان كانوا يقيسون وزن بنات الشيوخ العفيفات من خلال الامساك باردافهن،وغير هذا كانوا يعتبرون تواجد الامريكان مقدمة لتمزيق جسد الامة ولحمتها ،وكانوا يعتقدون ايضا بنهب ثروات العراق وتحقيق اطماع الدولة المحتلة.
اليوم وللاسف فان بعض الاصوات الانبارية، تخلت عن كل قيمها ونخوتها ورجولتها ،واخذت تصرح في العلن عن رغبتها بتواجد القوات الامريكية ،لتخليصهم من داعش ،متناسين ان داعش صنيعة امريكية اسرائيلية، بل هم يعرفونها ويحرفونها ،ولم يعد الامريكان محتلين،ولا هم طامعين او مخربين ،ولا يوجد فيهم من يبحث عن بنات الشيوخ لقياس وزنها،كما ان الامريكان فاتحين ومحررين ولا يسعون الى تقسيم العراق.
ان دعوت استقدام الامريكان،دعوت حق يراد بها باطل،لانهم اذا دخلوا لن يخرجوا الا بما يريدونه لا بما يريده اهل الانبار، واذا دخلوا لن يخرجوا داعش ،بل سيتم الاتفاق على تبادل الادوار وسيتم تحويلهم الى بقعة اخرى لاداء مهمة مماثلة لما اوجدوه في العراق ،اذا لم يبقوهم في العراق المقسم الممزق.
ان اهالي الانبار يعلمون علم اليقين،ان داعش كانوا بين ظهرانيهم وفي بيوتهم وتحت ثيابهم، ولازالوا يتذكرون الخيم والولائم والاناشيد التي تمجد القاعدة وجرائمها،ولا زال "دف" الوزير رافع العيساوي يرن في اسماع الزمن وعلى اصوات المهرجين في ساحة العز والكرامة كما يسمونها ،وارهابيهم يردد ..حنه تنظيم اسمنه القاعده ..نكطع الروس ونكيم الحدود.
ان العراق ليس بحاجة الى الرجال ،بل لا يوجد رجال في العالم اشجع من العراقيين ،وان كل ما يحتاجونه الدعم المعنوي والاسلحة والزمن لمسح الدواعش ومن يقف الى جانبهم ومن يؤويهم ،وقد اثبتت الايام هذا المعنى وخير مثال على ذلك ما رسمته ريشة الايام من توحد بين مكونات جميع ابناء الشعب العراقي في الضلوعية وسامراء وسد الموصل وحديثة وامرلي ،وكيف استطاعوا ان يحطموا اسطورة الدواعش ويسقطونها تحت اقدامهم.
ان الاحتماء بالاجنبي عار لا تمحية السنوات والاعوام ،والاحتماء بالاجنبي فرصة لبقاء الدواعش وتقويتهم ،ويمكن لمن يشعر بالخوف والرعب ،ان يختبا خلف جبنه وخلف عمالته ،وان يترك الارض لرجالها الاصلاء وابناء العشائر الشرفاء في الرمادي والفلوجة ممن لبى نداء الوطن ،وقدم نفسه بسخاء لصون العراق وابناء وبنات العراق من رجس واعتداء جبناء الدواعش.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك