المقالات

ما لم تفعلهُ داعش!

1555 00:08:55 2014-10-13

الفكر السلفي الذي أنتج داعش، وغيرها من الجماعات التكفيرية، مشروع جاء عَبَرَ حُقب متوالية من الزمن، وإنما أخذ طابع الإسلام في الشرق الأوسط، على إعتبار أن كل دول المنطقة تقريباً، هي دول إسلامية حسب ما تدعي.
تأسس الأزهر ومدرسته الدينية أبان الحكم الفاطمي الشيعي لمصر، وبعد القضاء عليهم من قِبل الأيوبيين وقائدهم الأسطوري! (خراب الدين)، أصبح الأزهر الممثل الرسمي لفقه المذاهب الأربعة، وبالمقابل مثلت حوزة النجف الفقه الجعفري.
هاتان المدرستان الكبيرتان لم تبتعدا كثيراً عن بعضهما، فلغة التفاهم كانت قائمة بينهما، حيثُ تم إصدار فتاوى بتدريس الفقه الجعفري في الأزهر، بل وجواز التعبد به، لكنَّ الفجوة بدأت تتسع بعد ظهور الفكر الوهابي اللعين، الذي تبنى فكر وفِقه المذهب الحنبلي ظاهراً، كما هادن ولم يعترض على بقية المذاهب، لكنه جعل من المذهب الجعفري، بل عموم الشيعة، عدوه الأول والأخير، ولست اليوم في صدد بيان وتحليل أسباب إتخاذ هذا الموقف.
تمركز الفكر السلفي في منطقة الخليج والجزيرة العربية، ومن هذه المنطقة بالتحديد تم نشره وتمويله بكل تفرعاته، وأستطيع القول: بأنه الآن تمكن من سحب البساط من تحت مدرسة الأزهر، وأصبح الممثل الرسمي للمذاهب الأربعة، فعاد للعنوان القديم (أهل السنة والجماعة).
يعتقد عامة الناس من الشيعة والسنة, بأن مدرسة الأزهر تمثل الوسط بين المدرستين، اللتين تقفان على طرفي نقيض(الوهابية والشيعة)، ولكن في الحقيقة إن لم نتهم الأزهر بخلق الفكر السلفي عن قصد، فإننا نتهمه بخلقه عن جهل، فأكثر الفتاوى التي يستخدمها السلفيون والتي تمثلهم الآن داعش، لها جذورها، وإنبثقت عن الفكر الأزهري ومن علماء أزهريين.
هناك فتاوى عجيبة وغريبة، موجودة في مناهج التعليم في المدارس المصرية، بفتاوى أزهرية، ولحد هذه اللحظة، بالرغم من سقوط حكومة الإخوان، منها: 
جواز أكل لحم الآدمي الميت نياً مع الإضطرار، ولا يجوز طبخه لأن في ذلك إنتهاك لحرمة الميت!.
جواز قتل المرتد وتارك الصلاة وأكله دون الرجوع الى الحاكم، بل وإن لم يأذن الإمام بذلك!(كتاب الإقناع/ الصف الثالث الثانوي).
الله أكبر! أيعقلُ هذا؟!
أين أنتم من قوله تعالى:(أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ [الحجرات : 12]) وقوله(أيحبُ) إنما هو سؤال إستنكاري!
ولكن نقول كما قال تعالى:( بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ [البقرة : 93])
أكل لحوم البشر!، هذا ما لم تفعله داعش لحد الآن!، ولعل الصهيو- أمريكية تنوي تطبيق أفلام أكلي لحوم البشر، على أرض الواقع!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك