لو تأملنا قليلا بعد سياسي العراق الجدد منذ تأسيس العملية الديمقراطية إلى يومنا الحالي ، سند هناك آلاف السياسيين الذين بعضا منهم خرج من بوتقة السياسية والبعض الآخر أُخرج منها والبعض الآخر مازال يعمل انا بغطاء كتلته أو بغطاء جمهوره الذي انتخبه ، وبالتالي هناك سياسيون يعملون في الدولة العراقية ، وإذا أجرينا إحصاء سنجدهم بالآلاف عملوا سياسيين أو تجار سياسية .
هذا العدد الكبير من السياسيين الذي وصل الحال بنا في العراق الجديد إلى أن نؤسس كرسي لأجل شخص ونشكل وزارة لإرضاء حزب أو كتلة .
ومنذ أحداث الموصل وسقوطها بيد داعش والتحالف الارهابعثي ولم نرى ونسمع من هذه الآلاف من السياسيين موقفا وطنيا شجاعاً ينم عن انتماء لهذا الوطن ، ويحفر الحركة الشعبية والجهادية لفصائل الحشد الشعبي والتي هبت تلبية لنداء المرجعية الدينية العليا في الجهاد ضد داعش والتحالف الارهابعثي ، ومنع تكرار جريمة تفجير قبة العسكريين في سامراء .
التحالف الوطني بشقيه ، والذي يملك زمام الدولة وحكومتها لم نرى موقفا في الوقوف مع فصائل الجهاد ضد الدواعش سوى بعض رجالات الجهاد السابقين الذين أذاقوا البعث المجرم مرارة الهزيمة والفشل أكثر من مرة ، فنرى رجال شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس) حاضرين في سوح الجهاد يشاركون إخوانهم الهمة والعزيمة والشد من آزرهم لتحقيق النصر ضد مرتزقة التحالف الوهابثعي وكسر شوكتهم وطردهم من العراق الجريح .
السيد الحكيم في زيارته الأخيرة لمناطق المواجهة في الضابطية وإبراهيم ابن علي ، وبنات الحسن وغيرها من مناطق الاشتباك والمواجهة مع داعش هذه الزيارة عكست وضعاً على الساحة العسكرية والعسكرية معاً ، إذ أنها اطلقت رسائل أحتجاج على السياسيين وبيان موقفهم من الإرهاب الذي أخذ يقطع أوصال البلد ، ويمزق لحمته الوطنية ، كما إنها كانت تحذير مباشر إلى كل السياسيين إلى ضرورة اليقظة والحذر لان الخطر كبير والعدو خطير وشرس .
الحكيم في مقدمة رجال التشيع الذين لبوا نداء المرجعية الدينية في الوقوف ضد الإرهاب الداعشي وزحفه نحو مدننا ومقدساتنا من خلال تشكيله لسرايا "عاشوراء" وغيرها من ألوية منضوية تحت قيادة الحكيم والتي استطاعت من إحراز انتصارات كبيرة ونوعية إلى جانب الانتصارات التي أحرزتها الفصائل الأخرى من الحشد الشعبي .
المخطط الإرهابي كبير وخطير إذ أن مسار الأوضاع يضع على الطاولة مسالة تقسيم العراق إلى 3 مناطق: شيعية، سنية وكردية، هذا المشروع القديم-الجديد لبايدن، اليوم ذا أرضية واقعية وعملية ووشيكة الحدوث أكثر من إي وقت مضى قد أوصل الأوضاع إلى وضعية انعدام الثقة التام والمطلق، الكره والشق الطائفيين العميقين. وان انعدام الثقة الذي أوصل إلى أوضاع خطيرة يستحيل تهدئتها في ظل الأهداف الضيقة لبعض إطراف العملية السياسية ، والتي يصعب أن تجمع هذه الأطراف، وبسبب مصالحها الضيقة إلى ابعد الحدود، إلى مائدة واحدة اسمها قيادة العراق .
اليوم بلدنا يمر بمنعطف خطير للغاية أمام التقدم المفلت الذي يحققه الدواعش على الأرض ، وتحقيق بعض النقلات النوعية في ضرب القوات العراقية على مختلف الجبهات ، كما أن الحصار الذي يضربه على بعض القطعات هنا آو هناك سبب ضعفاً في إدامة الزخم الجهادي وربما إضعافه ، خصوصا ونحن نعلم أن القتال اليوم ليس فقط قتال " الدواعش العرب " ، بل هناك قيادات بعثية كبيرة وخطيرة تقود المعارك في الانبار وصلاح الدين ، وهناك أخبار تشير إلى تورط ابنة المقبور صدام في الكثير من الهجمات ضد القوات الأمنية والتي هي الأخرى باتت لا تتمكن من إيقاف هذا الزحف والتقدم .
محاربة الفساد في وزارة الدفاع يجب أن يكون من الأولويات ، وطرد الضباط الذين ثبت أو يثبت تورطهم في مساعدة الارهابعثي ، وبناء قيادات عسكرية جديدة مؤمنة يكون ولائها للوطن لاغير .
https://telegram.me/buratha