المقالات

البطولة عراقية حسب الأصل التاريخي

1762 2014-10-17

أحبتنا أبطال العراق من لا يزال منكم مرابطأ ثابتاً في ميادين القتال ومن استشهد منكم في سبيل الله وكرامة وطنه وشعبه، انه العراق الذي تدافعون عنه وتحمون شرف اهله من دنس ورجس شذاذ الآفاق المتسربلين بسربال الدين وهو منهم براء أولئك الذين يحلمون بإحتلال العراق وإذلال شعبه الكريم. 
إنهم يطلقون الإشاعات ويحاولون أن يخيفوا شعب الرافدين بأعمالهم الوحشية من ذبح وقتل!!! انكم تقولون لهم بحزم وإقتدار بلسان كل عراقي لا لن تخيفونا ابداً بل حتى لن تخيفوا نسائنا واطفالنا ولن تذلوا حرائر العراق ولن ترفعوا حتى الضحكة من عيون اطفال العراق...

كيف تتخيلون ان تهزموا شعباً تحتضن ارضه وضمير ووجدان رجاله ونسائه واطفاله بطل الابطال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب سيد العرب وهازم الكفار بسيفه ذو الفقار عليه السلام، وسيد الشهداء ابا عبد الله الحسين عليه السلام قائد الثوار النجباء ورمزهم في كل وقت وآوان... بلد الكرام من علماء المسلمين ابي حنيفة النعمان وعبد القادر الكيلاني والعشرات من اولياء الله من مختلف الملل والنحل رضي الله عنهم وأرضاهم...
هل حقاً ما يتخيلون ويمنون النفس بإذلال ابطال الرافدين؟ عذرهم الذي هو اقبح من فعلهم هو انهم لم يقرأوا التاريخ!!! وحكم من لم يقرأ ويستقي منه العبر ان يعيد الأخطاء ذاتها وان يقع في وحل الهزيمة والخسارة لا محالة...  ألا يعلمون إن البطولة اصلها عراقية سطرتها اكبر واقدم الملاحم التي عرفتها الإنسانية منذ زمن كلكامش وانكيدو (القرن السادس والعشرون قبل الميلاد) ...

الملحمة والعبرة: حينما بدأ كلكامش بالبحث عن سر الخلود بعد وفاة صديقه الحميم انكيدو والمغامرات التي خاضها من اجل أن يبقى خالداً لا يموت، وبعد حصوله على العشب السحري الذي يعيد نضارة الشباب، قرر أن يأخذه إلى أورك ليجربه هناك على رجل طاعن في السن قبل أن يقوم هو بتناوله ولكن في طريق عودته وعندما كان يغتسل في النهر سرقت العشب إحدى الأفاعي وتناولته، فرجع كلكامش إلى أورك خالي اليدين إلا انه وهو في طريق العودة وهو يقترب من مملكته اوروك يشاهد السور العظيم الذي بناه حول أورك من اجل حماية شعبه من الاعداء ففكر في قرارة نفسه أن عملا ضخما كهذا السور هو أفضل طريقة ليخلد اسمه. 

وهكذا يستنتج جدنا كلكامش العبرة الخالدة من تجربته الملحمية وهي اي ان (الخلود بالأعمال لا بالأعمار).
وهكذا كان العراقيون القدماء يفكرون ولا زالوا على ذات النهج، وبطولاتكم يا ابناء العراق الغيارى ما هي إلا تجسيد حي للبطولة العراقية عبر التاريخ القديم والحديث...  ان بطولاتكم وشجاعتكم واندفاعكم لحماية العراق وشعبه هي من سيخلد ذكراكم في عقل وضمير كل محب للعراق وشعبه.
ايها المرابطون في سبيل الله وشرف وطنكم حقاً وصدقاً: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّ عَمَلٍ مُنْقَطِعٌ عَنْ صَاحِبِهِ إِذَا مَاتَ إِلَّا الْمِرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ يَبْقَى لَهُ عَمَلُهُ ، وَيَجْرِي عَلَيْهِ رِزْقُهُ إِلَى يَوْمِ الْحِسَابِ).
* استاذ جامعي ــ النائب السابق لرئيس هيئة النزاهة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك