المقالات

جلا.. جلا.. كده تطرف كده اعتدال!!

1802 01:57:00 2007-08-08

بقلم: الدكتور أحمد راسم النفيس (باحث مصري)

امتلأت الساحة العربية والإسلامية بالمشاريع المشبوهة الهادفة لتحقيق غاية وحيدة هي إشعال الحرب والاقتتال بين المسلمين لتدمير ما تبقى من قوتهم وإخراجهم بصورة نهائية من مسيرة الحضارة والتاريخ.وبدلا من أن يتفق العرب والمسلمون على مشروع سياسي يحقق الحد الأدنى من مصالحهم ويخرجهم من أزمتهم الحضارية التي يعانون منها ويمنع حدوث المزيد من تراجع مكانتهم على مسرح السياسة الدولي إذ بنا نسمع كل يوم عن انفجار سيارة مفخخة أو تفجير منارة مسجد أو اقتحام مسجد وقتل أغلب من فيه أو اكتشاف أن هذا المسجد قد تحول إلى معسكر للتدريب على القتل والإرهاب فضلا عن المهمة الثابتة التي ألزم القوم أنفسهم بها وهي التحريض على العداوة والبغضاء.ففي إيطاليا اعتقلت قوات الأمن يوم (21-7-2007) ثلاثة مغاربة بتهمة القيام بأنشطة إرهابية وقالت الشرطة أن إمام المسجد واثنان من مساعديه، استخدموا المسجد الواقع في بونتي فلتشينو بضواحي بيروجا كمعسكر تدريب للإرهاب الدولي. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن المحققين قولهم أن الشبكة التي تم تفكيكها تنتمي إلى «تيار جهادي» وقد تكون مقربة من تنظيم القاعدة. ونقلت الوكالة عن مسئول كبير في شرطة مكافحة الإرهاب «نستطيع التأكيد أننا كشفنا وفككنا مدرسة حقيقية للإرهاب تندرج في نظام إرهابي تمارسه شبكات صغيرة تتحرك بشكل مستقل». وقال وزير الداخلية الإيطالي، أن احتمال استخدام متشددين لمسجد يسبب قلقا بالغا وأضاف «هذا يوضح ضرورة مراقبة مكان يجب أن يستخدم فقط للأنشطة الدينية».أما في لبنان فما زالت مأساة أو فضيحة نهر البارد تتوالى فصولا وآخر هذه الفضائح ما أعلنته صحيفة الوطن السعودية نقلا عن هيئة حقوق الإنسان السعودية أن المتورطين في مواجهات مخيم نهر البارد قد بيعوا لجماعة في لبنان بقيمة ثلاثة آلاف دولار للفرد الواحد، ونقل الناطق باسم الهيئة زهير بن فهد الحارثي عن الموقوفين السعوديين في لبنان أنه قد صور لهم أن ما يحدث في نهر البارد هو أرض جهاد حقيقية، قبل أن يتيقنوا أن المسألة ما هي إلا تصفية حسابات بين أطراف تم إقحامهم معها بلا مبرر، وتابع الحارثي قائلا: "كما تبين أنه تم بيعهم لجماعة في لبنان بقيمة ثلاثة آلاف دولار للفرد الواحد، وعندما قرر البعض منهم العودة تم اعتقالهم من قبل السلطات اللبنانية" كما تحدثت المصادر الصحفية عن اعترافات الموقوفين السعوديين من جماعة فتح الإسلام والتي ذكروا فيها "أنهم جاؤوا إلى لبنان لمقاتلة حزب الله الرافضي والمشروع الشيعي الإيراني في لبنان" وأضاف المصدر: بعض الاعترافات تشي بضحالة ثقافية وسياسية مذهلة تجعلك محتارا فيما إذا كان عليك أن ترثي لحال هؤلاء أم تنقلب على قفاك من الضحك. فأحد المعتقلين السعوديين أفاد بأنه جاء إلى لبنان لمقاتلة حزب الله الذي أبرم اتفاقية سرية مع إسرائيل تقضي بافتعال الحرب في الصيف الماضي من أجل استقدام قوات الأمم المتحدة لحماية الحدود الشمالية لإسرائيل" وقال معتقل آخر، يحمل الجنسية السعودية أيضا، في التحقيق مع الأمن اللبناني إنه متأكد من أن حزب الله اتفق خلال الحرب مع إسرائيل على أن يطلق صواريخه باتجاه أماكن خالية في إسرائيل لكي لا تتسبب في الأذى، و طلب من الإسرائيليين تدمير ما أمكنها من منشآت في لبنان لأن السنة هم من سيخسر في إعادة إعمارها". فتنة جديدة تطل برأسهاآخر البلايا التي أفرزتها تلك الحالة الهيستيرية التكفيرية هي الدعوة لتدمير ما تبقى من مراقد أئمة أهل البيت ومن بينها ضريح الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء وهي الدعوة التي أثارت غضبا واسعا في الأوساط الإيرانية والعراقية حيث صدرت بالأمس عدة بيانات من الخارجية الإيرانية وكبار علماء الدين مثل (آية الله نوري همداني) أحد المراجع في مدينه قم المقدسة الذي أدان إصدار مثل هذه الفتوى التي تحرض على هدم العتبات المقدسة. كما أصدر (رئيس منظمة الإعلام الإسلامي) و(آية الله مكارم شيرازي) و(المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية) عدة بيانات اعتبروا فيها أن الفتاوى التي تدعو لهدم العتبات المقدسة في العراق هي تصرفات جنونية أقدم عليها بعض الجهلة ممن يدعون العلم بدون الأخذ بنظر الاعتبار تداعياتها المدمرة. كما أدانت رابطة علماء الدين في بريطانيا نفس الفتوى واعتبرت أن الدعوة لهدم مرقد الإمام الحسين ع إعلان لحرب مفتوحة ضد المسلمين كافة.كلهم يبكي, فمن سرق المصحف؟!.يحكى أن أحد العلماء كان يعطي الدروس لتلاميذه فقام يوما وترك المصحف ولما عاد وجده قد سرق فلما سأل عمن سرقه, سارع الجميع للبكاء ولا شك أن السارق كان من بين من يذرفون الدمع الثخين حزنا على سرقة المصحف, فكان أن قال قولته الشهيرة,كلهم يبكي, فمن سرق المصحف؟!.الآن يتكرر نفس المشهد...فالجهة المسئولة عن إثارة كل هذه الفتن في شتى أرجاء العالم معروفة ومحددة والمطلوب منها معلوم ومحدد هو الآخر وهو سحب هذه الفتاوى أو التنصل منها واعتبارها مدسوسة عليهم حيث لا مجال أمامهم للتنصل مما قاموا به بملء إرادتهم خلال فترة زمنية طويلة وممتدة كانت لديهم الفرصة تلو الفرصة للتراجع وتصحيح الموقف.إنها كارثة كما يقول عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط (لا تشفى بالوقت ولا تداوى بالتجاهل) ونحن نضيف ولا تداوى بإلقاء اللوم على الإخوان المسلمين ولا بالزعم الفج بأن إيران قد استولت على إدارة عموم تنظيم القاعدة وأصبحت تديره الآن لتحقيق أهدافها كما يكرر المنتمون لحزب التبرير الذين يطلون علينا صباح مساء وقد تسربلوا بثياب الخبراء العرفاء!!.السعوديون كما يقول الراشد أيضا (أكثر من يقاتل في معارك المتطرفين في العالم .. نراهم يشاركون «فتح الإسلام» في معركة نهر البارد، أشهر حروب هذا العام، وقد قدرت أرقام القتلى السعوديين فيها بين ثلاثة وثلاثة وعشرين. سورية أبلغت بأنها تحتجز أعدادا كبيرة من المقاتلين السعوديين، والعراق يقول أن السعوديين هم في المرتبة الثانية عددا في سجونه بعد العراقيين حيث قتل منهم هناك المئات كما ظهروا في عمليات، أو مؤامرات في المغرب وجنوب شرقي آسيا وفي أفغانستان حيث بدأت المأساة. وقد كتب الكثير عن «المعضلة السعودية» منذ ظهور زعيم الإرهاب أسامة بن لادن السعودي الجنسية ومنذ الحادي عشر من سبتمبر، والسؤال: هل يعي الفرد السعودي انه صار مشكلة عالمية، المواطن الذي عرف في الماضي بأنه أكثر الناس مسالمة؟ اعتقد انه لا يدري بالمشكلة بسبب الإنكار المستمر والدفاع العفوي ضد الاتهام الخارجي).المشكلة لا تشفى بالوقت ولا تداوى بالتجاهل والأسوأ من هذا فالإصرار والتمادي في نفس النهج سيزيد الطين بلة وسيتحول هذا الطين إلى مستنقع عمومي لن يخرج منه أحد سليما معافى.المتابعون للشأن اللبناني يعرفون أن الغدر الذي مارسه من تلاعبوا وغرروا بجماعة فتح الإسلام قد أدى إلى تقويض أغلب رصيدهم من المصداقية لدى الطائفة التي كانوا يزعمون أنهم نهضوا لحمايتها من الطوائف الأخرى.صحيح أن العقل الجماعي لهذا الصنف من البشر لا يستفيد بشيء من تجاربه وخبراته ويجنح إلى تكرار نفس المشاريع الفاشلة حتى من دون الحاجة لإجراء ولو بعض التعديلات الشكلية عليها إلا أن الثابت أن المناخ الإقليمي والدولي لم يعد يمنح هؤلاء هامشا كبيرا للمناورة أو الاستمرار في ممارسة تلك الألعاب!!.وإذا كان البعض يصر على رفض الخلط بين الدين والسياسة فمن باب أولى يتعين عليهم الوقوف بحزم في مواجهة الذي يخلطون بين الدين والسياسة وأساليب الحواة على طريقة جلا, جلا كده تطرف كده اعتدال!, من يجاهد في أفغانستان؟ من يجاهد في الشيشان؟! هنا مليارات لبناء المساجد وغيرها لهدم المقدسات والمراقد!!.دكتور أحمد راسم النفيس.‏24‏/07‏/2007

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك