المقالات

بطحيان ... عاد من جديد

2695 2014-10-18


الكثيرون يتذكرون المسلسل التلفزيوني البدوي الأردني الذي يحمل عنوان (الغريبة) ، وفي هذا المسلسل شخصية ( بطيحان ) الشرير الذي كان يقتل ويسلب ويسرق ويتآمر من اجل أن يحقق رغباته الشخصية ويكون ذا شأن بين أبناء وشيوخ القبائل البدوية . والطريف إن العراقيين آنذاك اخذوا صورة (بطيحان) بكل ما فيها من سوء وشر وخداع ومكر ليجعلوها رمزا لصدام حسين للتشابه الكبير ما بين الشخصيتين وراحت كلمة (بطيحان) مجردة تكتب على الحيطان بالدلالة إلى صدام وأفعاله. 

ومن العجيب أن نهاية (بطيحان وصدام) كانت واحدة على الرغم من أن أحدا لم يكن يتصور هذه النهاية المتشابهة فقد القي القبض على (بطيحان) وأجريت له محاكمة من قبل شيوخ القبائل البدوية وقد اعترف بكل ما اقترفه وبعد ذلك تم تنفيذ القصاص العادل به، وكان ذلك هو ما حدث لصدام فعلا، وربما كان العراقيون حينما وصفوا صدام ببطيحان يتنبئون بالنهاية المحتومة لهذا الطاغية. 
ومن العجيب إن بطيحان قد عاد بثوب جديد لقيام بأفعاله الشريرة كلما سنحت له الفرصة في استلاب حق أو قتل إنسان وفي تمزيق أواصر العلاقة بين الكتل السياسية وفي تفكيك الروابط بين مكونات الشعب العراقي . 

أن فقدان ( بطيحان ) لمركزه أثار حفيظته وبدأ يعمل الدسائس والمكر والخديعة وتجنيد مرتزقته لإرباك الوضع السياسي والأمني ، معتقدا إن بفعلته هذه قد تسمح له الظروف بالرجعة إلى ما كان عليه . إن الظروف قد تغيرت وأصبح اليوم في العراق فريق منسجم قوي يقود البلاد وليس شخصية ( بطيحان ) التي تحمل كل شر لهذا الشعب . فان الذي يعمل على تمزيق وحدة الشعب العراقي ، ويريد أن يمزق وحدة الكتل السياسية العاملة على الساحة السياسية العراقية ، ويريد أن يمزق وحدة التحالف الوطني فانه لم يقدر ، لان الكل عرف المخطط والنوايا . 

أن الجولات والزيارات التي يقوم بها ( بطيحان ) الى بعض المحافظات لم تنم على الحرص الوطني الذي يتظاهر به ، وإنما تأتي من اجل خلق حالة من التشرذم بين مكونات المذهب الواحد ، وخلق روح البغيضة بين نسيج المذهب ، فأنها لم تصلح حالاً قالت عنها المرجعية انه فاسد ، لا يصلح أن يكون . فمهما قال ، ومهما خطب ، وهما صرح ، فإنها لم تنفع تلك المهاترات التي تطلق بعد أن أفسد المكان والهواء وكل ما يحيط به . فدخول جرذان داعش الى مدننا بسبب فشل سياسته ، وقتل أبنائنا بسبب خيانة قادته ، فأن المصير المحتوم قد حان موعده ، والنهاية ستكون كنهاية ( بطيحان ) وان تأخر موعدها ، لان الله يمهل ولا يهمل .

لقد رمى بكل عنترياته وتصريحاته الرنانة من أجل حدوث ثغرة في صفوف الحكومة الحالية ،ولكنه لم يقدر ، لان كل هذه قد رميت في الزبالة ، وأدرك عبر تجاربه المريرة انه لم يستطع أن يفعل فعلته كما فعلها أول مرة عندما مكر بين التيار الصدري والمجلس الأعلى . فأراد التشبث بالكرسي وعرف أن التشبث بالكرسي ثمنه رأسه ، كما تشبث صدام بالكرسي ونال حكمه العادل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك