المقالات

الحسين وأصحابه هامات لا تعرف الخضوع..

1593 2014-11-02

جميع مَنْ خرج لمقاتلة الحسين (عليه السلام ), كان يتصور بأن أبا الأحرار لا يملك أي فرصة للإنتصار؛ وسيُمحى ذكره, وستكون معركة الطف مجرد معركة, لا تأخذ من التاريخ سوى أسطر قليلة, وتختفي مع مرور الزمن, ولكن صموده بوجه الطغاة, ومواجهة سيوف الباطل بدمائه الزكية, سجلت بأحرف من نور, لتكون هي التاريخ بين أسطر التاريخ, وستبقى خالدة مدى الحياة. الحسين خاض معركة للحق, والكرامة, والإصلاح ضد أئمة الكفر والجور, المتمثلة بيزيد وزمرته الفاسدة, التي إغتصبت كل الأخلاق المحمدية, وكانت سفيرة الفسق رغم إدعائها الإسلام.

ثورة حقيقية رسم ملامحها الإمام الحسين (عليه السلام), ضد المتسلطين والطغاة, أُعتبرت أولى الثورات, سيما وأنها صنعت عهداً جديداً, منذ عام (61) هجري حتى يومنا هذا, خطوطها مواقفهم البطولية, وألوانها دمائهم الطاهرة الزكية, فكانت لوحة للشهادة يذكرها التاريخ, على أنها نصرٌ أزلي لا مثيل له, حين أنتصر الدم على السيف.

لقد تفردت مصائب كربلاء بميزات خاصة, رغم إستشهاد أبطالها, وعظم رزاياها؛ عندما أفرزت جملة من أساطين المعاني, وعنفوان المفردات, وعبقرية المواقف وخلود الثوابت, حين أتفقوا جميعهم في أكبر كلمة (لا), على مدى الدهر, فكانت سر خلودهم الأبدي بإستحقاق, ولأن الأنصار في معركة كربلاء مؤهلون للتضحية, والشهادة لم يستسلموا للوجع والظروف والألم.

جيش من الآلام, وسحابات سوداء من الحزن الموحش تمر علينا, فكل شيء في كربلاء يحكي إيثاراً, وتضحية, وفداء, بعد أن هفت قلوب الإنصار المؤمنة, الى منابر الزمن التليد, لتكون أسمائهم أنواراً تسطع على الملأ, حتى أمسوا وجعاً في القلب محبوس, وألماً على مدى الدهر محسوس, ومنهجاً للمظلومين ملموس, هولاء أصحاب الحسين, ما ذكرنا بطلاً منهم حتى أدمعت العين, لقد سطروا ملاحم خالدة, فأصبحوا صوتاً لمن لا صوت له.
إذن شعائر الثورة الحسينية, ومسيرات العزاء المليونية, أسقطت عروش الجبابرة, وزلزلت الأرض تحت أقدام الأمويين الجدد, أحفاد معاوية ويزيد, الذين زرعوا البذرة الأولى لداعش (لعنة الخالق عليهم أجمعين). 

الحسين وأصحابه, باتوا درراً لا تتكرر, وكواكب تشرق ليل نهار؛ فهم هامات لا تعرف الخضوع, أو الركوع إلا للخالق الجبار, فكانوا مشروعاً للشهادة, ومنبراً للإصلاح, ودستوراً للأحرار يتجدد كل يوم, وعلموا الدنيا كيف يموت الإنسان من أجل الحق, فكربلاء قضية عادلة, (وجوه يومئذٍ ناضرة الى ربها ناظرة).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك