المقالات

بوصلة الدعوة بين صاحب الفخامة وتغيير الزعامة

1290 13:14:39 2014-11-02

من الخطأ أن يُختزل أي حزب، بشخصية سياسية أو حكومية، سيما إذا كانت تلك الشخصية ،تفتقد الإجماع، وتطوف حولها الشبهات، وهذا ما حصل في الأنظمة الدكتاتورية، كنظام البعث، الذي إختزل الحزب بالطاغية صدام، فسقط الحزب بسقوط رمزه وقائده، وصار تنظيما إرهابيا يعمل في الظلام.
إرتبط منصب الأمين العام لحزب الدعوة، بمنصب رئاسة الوزراء، وليس بآلية ديمقراطية، فأختطف المالكي المنصب لثمان سنوات، وما يزال متشبثا به، كما تشبث برئاسة الوزراء، التي زحزح عنها بصعوبة بالغة.

بعد أن تزعم المالكي، رئاسة الوزراء ورئاسة الحزب معا، إستغل السلطة والنفوذ، فقرب ألنسباء والمقربون، وأبعد الدعاة الحقيقيون، وإنغمس بالسلطة وبريقها، فتحول الحزب إلى تنظيم مشلول لا يقوى على الحركة، لم يزدد فردا عقائديا واحدا، نعم إزداد الإنتهازيون، وعلا نجمهم، وصاروا متحدثين بإسمه، ونصبوا أنفسهم كمدافعين عن الطائفة المظلومة، والطائفة براء منهم وهي ليست بحاجة الى المشمولين بالإجتثاث والفساد، وفي الحقيقة أنهم ناطقين بإسم الظالم، وليس بإسم المظلوم، وأكتفي هنا بالإشارة، عن ذكر الأسماء المعروفة لدى الجميع. 

إن البطانة السيئة، هي أكثر ما يفسد الحكام؛ لأنهم يزينون الخطايا، ويلبسون الباطل ثوب الحق ،ويدلسون الحقائق، إنهم شياطين الإنس، فأحاط صاحب"الفخامة" نفسه بهم، فزاغ بصره عن رؤية الحق، وأصم أًذنيه عن سماع النصح، فصار كالذي "يتخبطه الشيطان من المس". 
يبدو أن رياح التغيير، تسير بسرعة هادئة، فتغير رئيس الوزراء، الى فخامة النائب الأول للرئيس، وبتوجيه علني وسري شفهي وخطي من المرجعية العليا، وبتنفيذ مباشر من التحالف الوطني، وقواه الفاعلة، التي رفعت ذلك الشعار، ورفضت كل إغراءات الزعيم وإمتيازاته، وأصروا على عدم كسر إرادة المرجعية، فتحقق التغيير، بعد أن كنا على "شفا جرف هار".

لم يقف هبوب هذه الرياح، عند هذا الحد، بل سمعنا حديثا مؤكدا وجدي، بإعادة قيادة الحزب المختطفة، الى الدعاة الحقيقيين. 
على فريق حزب الدعوة الإصلاحي، التعلم من تجارب الآخرين، حتى وإن كانوا أصغر سنا منهم، حيث أستطاع أحد الزعماء الشباب، أن يقود تنظيما عريقا، ومن أشهر التنظيمات، على مستوى العراق، الذي مر بمنعطفات خطيرة، خسر أبرزقائدين ورمزين من رموزه، كان أشبه بزلزال، لكنه بعد أن هبط التنظيم،عاد به إلى الصعود، بعد إصلاحات وعمل دؤوب، فصار قبلة للسياسيين، على إختلاف مذاهبهم ومشاربهم، إنه رجل شاب، لكنه مثل أمة بوسطيته، فكان مصداق قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً). 
إن إستئصال الورم الخبيث، من جسم المريض من البداية، يعطي أملا بالشفاء، وإلا سينتصر الداء على المريض، وعلى الدواء، حينئذٍ لن تنفع ندامة النادمين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك