المقالات

لا شيء يشبه كربلاء !!

1987 03:12:33 2014-11-08

تحتار الكلمات وتتراجع الحروف امام عظمة الدماء التي أريقت في ثرى كربلاء ،وليس للمشاعر من معنا امام العواطف التي نسجتها عناوين التضحية والايثار على صعيد رمضاء الطفوف ،وتحتقر الدموع حرارة جفونها وتقف خجلى امام سيل المشاعر التي روت جدب العطش يوم العاشر من محرم ،وتتكسر القيم وتعلن بؤسها اما عظمة تضحيات اصحاب الحسين واهل بيته وصحبه. 

في يوم عاشوراء وعلى ارض كربلاء المقدسة تجسدت كل القيم والمثل السماوية العليا في وقت واحد وهي حالة فريدة لا يمكن ان تتكرر على مدى العصور،لان الرجال لايشبهون الرجال ولان النساء ليس لهن مثيل بين بنات حواء ولان الاطفال خُلقوا من ملكوت السماوات وحتى الارض كانت محظوظة لانها احتضنت فيض الكرامات السماوية في وقت واحد.

في كربلاء كتب اصحاب الحسين واهل بيته واخوته عناوين خالدة للشجاعة وهم يتسابقون للتضحية بارواحهم رغم انهم امام حقيقة واحدة ليس لها مرادف او بديل وهي الموت المحتوم ،وكأن هذه الحقيقة هي من رفعت حالة الاستنفار الى اعلى الدرجات دون وجل او خوف،بل ان هذا التحدي جعلهم يتسابقون على الاستشهاد والتسابق للتضحية بارواحهم وكانهم ذاهبين الى زفة عرس وليس الى الموت والى الطعن والى الرماح والى الجراح،في كربلاء لم يسجل مقياس الشجاعة والبطولة درجة مماثلة على مر التاريخ لما امتاز به انصار الحسين واهل بيته ولم تسجل على كل من حظر مع الحسين اي حالة تردد او ضعف او خوف رغم حتمية الموت والعطش والفراق.

في كربلاء ارتسمت صور اليقين وحقيقة التضحية وانكشف للجميع حقيقة الجزاء الذي اعده الله للحسين واهل بيته فكانت التضحية بقدر الجزاء من قبل كل من حضر الى كربلاء،وكانت التضحية بمقدار الجزاء. في كربلاء سجلت زينب الكبرى عنوانا لقيمة المرأة وقدرتها على الإمساك بمقود الكون وتسيير دفته بالطريقة التي تلائم حجم الماسات فكانت خير عنوان لمرحلة حاول الجميع طمس ملامحها..ترى هل ان زينب كانت معدة لمثل هذا اليوم ام ان تربيتها ووجودها في بيت النبوة والعلم جعلها بحجم المسؤولية والماسات ،فكانت عنوانا مكملا لكل عناوين التضحية والإيثار والشجاعة والصبر والصمود التي كتبها الحسين والعباس وانصارهم واهل بيتهم.

في كربلاء كان للطفولة حكاية وماسات لا يمكن ان تنسى بل تتجدد على مر التاريخ ترتسم صورها في كل نحر وفي كل شلال يترنم مع ذراته ومع كل مد وجز، وستبقى بطولة الطفولة في عاشوراء تحاكي قسوة الطغاة والجبابرة وتكتبها بقسوة نبال حرملة ورقة نحر الرضيع.
لا شيء يشبه كربلاء في القيم والفضائل الانسانية التي كتبها الحسين واهل البيت وصحبه وعياله وايضا لا شيء يشبه حجم الماسات التي حلت في كربلاء وحقيقة الدماء الزاكية التي اريقت على ذلك الثرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك