المقالات

داعش سينتهي ..لكن حدثوني عن الفساد ؟؟

1811 01:55:02 2014-11-12


حملت الايام الفائتة اخبار مفرحة ومهمة عن النجاحات والانتصارات الكبيرة التي حققتها قواتنا الامنية وابطال الحشد الشعبي والبيشمركة في جرف النصر وزمار وبيجي وعامرية الفلوجة ومناطق اخرى تسببت بمقتل الالاف من الدواعش واصابات اعاداد كبيرة منهم بل وصلت الخسائر الى قمة التنظيم الارهابي عندما اعترف التنظيم باصابة الخليفة الامريكي الاسرائيلي بجروح خطيرة ربما تسببت بمقتله وهلاكه،كما تسببت الانتصارات المتوالية لابطال الجيش العراقي والحشد الشعبي بانهيار معنويات الدواعش وحدوث حالة من الارباك والتخوين والتصارع والتقاتل فيما بين تنظيماتهم.

واستمرار الانتصارات والقضاء على داعش امر حتمي ومفروغ منه وما هي الا مسالة وقت لنكون امام مرحلة اخرى نكتب فيها عناوين لحكايات وقصص لم نكن نتوقعها في يوم من الايام وكما هو الامر مع داعش والقاعدة وساحات العز والكرامة وما شابه.وان كانت امنياتي هي ان تكون عناوين المرحلة المقبلة تتعلق بالاعمار والتشجير والسفر وناطحات السحاب ومسابقات الوز والقطط والارانب ولا ضير ان تشترك الكلاب والديوك في هذه المسابقات التي ستدخل البهجة والسرور في قلوب عشاق هذا اللون من الصراع الدموي.

ومع ان كل هذه الامنيات بسيطة وقد سبقنا العالم اليها قبل عشرات السنين وبامكانيات قليلة لا تصل الى ربع الامكانيات المتوفرة لدينا الا ان امر الوصول اليها قد يكون مستحيلا وصعب المنال ليس بسبب عدم توفر الوز والقطط والارانب بل بسبب شيوع واستمرار الفساد المالي والاداري والذي فاق جرائم داعش وكل الحروب التي مرت على العراق بعد ان تسبب باستنزاف اموال العراق وتحويلها الى إقطاعيات وممالك خاصة للفاسدين والسماسرة والمغفلين والفاشلين.

ان استشراء حالة الفساد المالي والاداري في العراق وصلت حدا لا يمكن السكوت عليه ابدا وتجاوز كل التوقعات ووصل الى كل مفصل وزاوية في مؤسسات الدولة والقطاع المختلط واصبح امر وقف تمدد اخطبوط الفساد شبه مستحيل ويحتاج الى وقفة جادة من قبل الجميع مع تشريعات صارمة من قبل الدولة والى جهاز مراقبة فعال والى انظمة ادارية تتناسب وحالة التطور الكبير في الجوانب المعلوماتية.
ان شيوع الفساد اصبح ظاهرة عامة وطبيعية ،وثقافة مجتمعية هابطة تناغم معها الكثير ،واستهوى السير فيها جمع عظيم ،لسهولة التربح وقلة الجهد المبذول،بعد ان غاب الوازع الديني والاخلاقي وغاب الرادع القانوني والمجتمعي وبعد ان تخلى من سار في هذا المجرى الاسن والقذر عن كل ارثه وتاريخه وقيمه الاسلامية والعربية والعقلية.

ان محاربة الفساد المالي والاداري باتت من اولويات جميع ابناء الشعب العراقي وليست اولوية للحكومة او طرف اخر ولهذا نجد المرجعية الدينية وقيادات دينية وسياسية اخرى دعت واكدت في اكثر من مناسبة الى البدا بوقف هذا التداعي وهذا الاستنزاف المنظم للاموال العراقية بسرعة وبصورة جدية لان الفساد المالي والاداري يمثل الوجه الاسوء في تراجع المجتمعات وانحلالها وفسادها اخلاقيا.

ان على وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة ان تاخذ دورها جنبا الى جنب مع رجال الدين ومع السياسيين الشرفاء لان يبداوا حملة مكافحة الفساد بكل انواعه مع اهمية قيام البرلمان باصدار التشريعات التي تؤدي الى وقف تمدد الفساد المالي والاداري وتجرم كل فاسد حتى لو كان هذا الفساد يعادل درهما واحدا مترافقا مع قوانين صارمة تتخذها السلطة القضائية ضد كل مفسد.
ان الانتصار على داعش لن يكون ذو تاثير كبير طالما بقي الفساد ينخر بجسد الدولة ومؤسساتها لان الفساد سيكون قادرا على اعادة داعش بكل اريحية وسهولة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد
2014-11-12
لايمكن علميا وتشريعيا ان تحقق دولة النصر على اعداءها , والفساد بكل انواعه يعشعش في بلدنا , قد سنتصر,ولكن بكثرة اموالنا ورجالنا وبفتوى السيد السيستاني, التي الهمت بعض الاناس المؤمنين بمحاربة الكفر والطغيان بوازع ديني محض وفي سبيل الله ,
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك