لم تكن أول مرة تستخدم النائب حنان الفتلاوي مفردة (الأنبطاح) في أتهاماتها التي وجهتها للمرجع الأعلى، فسبق وأن أتهمت القيادات السياسية بنفس الأتهام، في سياق مزايداتها الأعلامية لكسب الشارع العراقي على حساب الطعن وكيل التهم للمرجعيات الدينية ولقيادات التحالف الوطني، بإعتبارها أحدى الواجهة السياسية لدولة القانون وتحديدا جماعة المالكي.
فقد أستهلت الفتلاوي في وقت سابق أتهام القيادات الشيعية عامة ولجان التفاوض بشكل خاص بالأنبطاحية، عند تشكيل (حكومة التغيير) الحالية، حيث أتهمتهم بمنح الأكراد 40 % من الميزانية، و25 % من الحقائب الوزارية، وكذلك اتهامهم بمنح السنة 40 % من حصة النفط، ومثلها في الحكومة الحالية، وكأنما توحي بأن الشيعة باعوا العراق، ولم يكن هناك مدافع عن حقوقهم سوى الفتلاوي نفسها، التي كانت ترغب بمنصب وزارة الصحة، لذا بات الأعلام في نظرها وسيلة لتصفية الحسابات، أفضل مما تكون هي فعلا وطنية بأخلاص.
ورغم تحذيرات المرجعية الدينية الشديدة والمتكررة للسياسيين، بالأبتعاد عن أساليب أثارة الفتنة وتحريك نار الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، سيما أتهام كل الأطراف السنية بالأرهاب، وهذا ما يتنافى وحقيقة أن الجهات الأرهابية هي (البعث والقاعدة والنقشبندية والمتشددين السنة) بينما كان هناك وصف لسماحة الإمام السيستاني أبناء السنة بقوله: (أن السنة في العراق هم أنفسنا) ليضع النقاط على الحروف، أن الأرهاب لا يعني كل الطائفة السنية، وجريمة عشيرة البو نمر خير دليل على صحة رأي المرجعية العليا، الأ أن الفتلاوي فاجئت الجميع وقارنة بين من قال (أن السنة أنفسنا) وأتهمته بالأنبطاح للسنة، وقطعا هي تعلم من هو القائل، وبدون أن تذكر أسم سماحته في لقائها التلفزيوني، وهذا بحد ذاته تجاوز سافر على مقام المرجع الأعلى.
وعلية فأن حنان الفتلاوي في أتهاماتها للزعامات والقيادات الدينية والسياسية بالانبطاح، تعطي أنطباع عن أن هذه ثقافة لا يعرف فلسفتها الأ الفتلاوي نفسها، حيث أن الأنبطاح كانت نتيجته عملية سقوط ثلث العراق بيد داعش، لأن الحديث في الأعلام شيء والحقيقة شيء أخر، فقد أنبطحت الفتلاوي هي وزعيمها الأوحد للبعثيين والنتهازيين، حينما حدث ما حدث للعراق من دمار على أياديهم، في وقت أعطت ظهرها للمرجعية العليا وقيادات التحالف الوطني، وبقت تكيل التهم لهم.
https://telegram.me/buratha