المقالات

الاتفاق نجاح..كيفما كان

1298 00:12:20 2014-11-17


إستقرار إي بلد يحتاج إلى توافق داخلي، بين الحاكم والشعب من جانب، وبين أبناء الوطن أنفسهم من جانب آخر، وهذا عنصر أساسي ورئيسي، ومعه يعتبر أي خلاف مع الخارج ذا تأثير أقل، ولا يمكن أن يهدد الاستقرار الداخلي بسهولة، لذا تحرص البلدان على خلق جو من التفاهم، والتوافق الداخلي على كل الأصعدة، ومع كل أبناء الشعب. 

هذا الأمر الذي افتقدته الأرض الإسلامية والعربية، حيث الخلافات بين الحاكم والمحكوم، تكاد تكون صفة مشتركة بين كل هذه البلدان، مما جعلها صيد سهل لأعدائها، من خلال اللعب على وتر هذه الخلافات والفرقة، حتى وصل الحال إلى ما هو عليه الأن، مجاميع تتصارع وتتقاتل فيما بينها. 
العراق نموذج حي لما أسلفنا، فعلى مر تاريخه، لم يكن هناك أي توافق بين الحاكم، وأغلبية الشعب العراقي، خاصة مع معادلة الحكم الظالمة، التي كانت سائدة في حكم العراق، وهي حكم الأقلية. 

حتى حصل التغيير، لتصبح معادلة الحكم آنذاك، سبب في خلق صراع داخلي، بين الأقلية التي تعتقد إنها الحاكمه، وبين الأغلبية، التي تسعى لأخذ دورها في إدارة البلاد، وأيضا اعتبر الكورد التغيير فرصتهم، لتعويض سنوات القهر، لتتجاوز طموحاتهم حدود العراق، بالحصول على الآستقلال، وإعلان دولة كوردية، لذا لم يتمكن التغيير من إحداث أي جديد، في حياة الشعب العراقي، بل يتطرف البعض ليتمنى بقاء الأمور، على حالها كما قبل 2003، بسبب مرارة ما حصل، خاصة مع عدم تصدي شخصيات، تتمكن من استيعاب مخاوف وهواجس وطموحات مكونات الشعب العراقي.
اليوم يعلن عن اتفاق بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، لإنهاء الخلافات التي سببت خسائر كثيرة لكلا الطرفين، وساهمت في شحن النفس القومي، ليضاف إلى النفس الطائفي السائد، هذا الاتفاق مهما كان تقييمه، من قبل البعض، يعتبر انجاز ومؤشر لمرحلة جديدة، من التعايش بين أهم مكونات الشعب العراقي، تشاركا بالدم والمعارضة طيلة عقدين من الزمن. 

حيث يتذرع البعض بوجود إجحاف لمحافظات أخرى، تساهم في النسبة الأكبر في ميزانية العراق كالبصرة مثلا، وينسى ويتناسى أن العراق كبلد متعدد الأعراق والطوائف والجغرافية، يرتبط بعضه ببعض فشمال العراق يسيطر على مداخل المياه، حيث تدخل مياه دجلة والفرات من الشمال لتصل إلى الجنوب، كذا المحافظات الغربية تسيطر على اكبر مساحة بالبلد، وتتغذى مناطق الوسط والجنوب من خلال المياه الذي تمر بأراضيها. 
لذا حالة التكامل تلك، توجب على الجميع أن يتفهمها ويتعامل معها، وان إزالة الخلافات بين مكونات الطيف العراقي، سيسهم والى درجة كبيرة في الاستقرار، الذي ينتج عنه البناء والأعمار، بواسطة تنشيط الاستثمار، وتفعيل القوانين المعطلة كنسبة المحرومية، التي نص عليها الدستور، وكذا قانون المحافظات وغيرها. 

إذن التضحية بجزء لأجل حفظ الكل، شريعة العقلاء، خاصة عندما نأخذ بنظر الاعتبار أمور عديدة من الواقع، أبرزها ضعف موارد الحكومة الاتحادية، بسبب التركة الثقيلة التي ورثتها من النظام السابق، وضاعفتها حكومة المالكي، التي دفعت مستحقات شركات التنقيب في كردستان، دون أن تحصل على شيء من الإقليم، لذا يجب أن يرحب الجميع بهذا الاتفاق، على انه مرحلة جديدة تؤدي إلى الاستقرار في البلد، نتائجها لصالح كل المكونات...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك