المقالات

القرار 1770

1593 18:31:00 2007-08-13

( بقلم : علي حسين علي )

اثار صدور قرار مجلس الامن الدولي المرقم(1770) اهتماماً لدى الاوساط السياسية العراقية والتي تباينت بعض مواقفها ازاءه، فالذين تحمسوا للترحيب به قد حمّلوه اكثر من نصه ومضمونه، فالقرار لم ينقل في أي بند من بنوده القضية العراقية الى مرحلة التدويل.. اما الذين فهموه على اعتبار ان دور الامم المتحدة على وفق القرار الجديد لا يعدو كونه ناصحاً واستشارياً فان هؤلاء قد اقتربوا كثيراً من فهم القرار الاممي، فالامم المتحدة عبر مؤسساتها وبعدتها في العراق لن تكون وصية على هذا البلد.

وهذا يعد الامر الاهم، لان العراق لن يقبل وبعد اكثر من اربع سنوات ان يعود الى المربع الاول، فقد انجز العراقيون مؤسسات الدولة وتم وضع دستور دائم، وجرت انتخابات عامة اسفرت عن تشكيل مجلس نواب ذو ولاية تمتد لاربعة اعوام.. وقد ثبت في الدستور الحق في اختيار النظام الفيدرالي التعددي الديمقراطي.كل هذه الانجازات قد رصنت اسس الدولة، وبات على هذا الاساس ان الوصاية او ما يشبه ذلك تعد امراً غير مقبول، وعلى ضوء تلك الحقيقة جاء التركيز في قرار مجلس الامن(1770) على ابداء الاستشارة والنصح للحكومة العراقية المنتخبة وليس اكثر من ذلك.

نعتقد انه من المهم جداً ان لا يستغل القرار الاممي الاخير بشأن العراق، او يحرف اتجاهه ليكون وسيلة لقوى دولية للتخلي عن مسؤولياتها القانونية الالتزامية ازاء العراق.. وكذلك نعتقد بانه اذا ما كانت لدى بعض القوى الدولية الفاعلة رغبة في اضفاء شرعية اممية على تصرفاتها او ممارساتها في العراق فان الامر يستلزم عقد اتفاقية مع القوات متعددة الجنسية لتنظيم العلاقات والصلاحيات والحركة في المجال الامني، وان يعطي للقوات الاجنبية دور محدد في حفظ الامن بعد ان يتم تنظيم وتسليح وتقوية القوات المسلحة العراقية لتقوم بمهامها في حفظ الامن والاستقرار في بلادنا.

وكما فهمنا القرار الدولي الاخير، فان الشأن العراقي-وتحديد الامني منه- يظل مسؤولية العراقيين بالدرجة الاولى، وفي حال الضرورة القصوى يمكن الاستعانة بالقوات متعددة الجنسيات. وكان العراق قد طالب قبل حوالي عام من القوات المتعددة تنظيم علاقاتها وتحديد واجباتها، ويبدو ان الامور تتجه في هذا الاتجاه.

واخيراً، تظل هناك بعض المخاوف لدى قطاع من العراقيين من ان القوات متعددة الجنسيات ربما تتخلى عن بعض التزاماتها، غير ماهو معروف حتى الان، وكذلك يذهب البعض الى الاعتقاد بأن القوات المتعددة ستستغل الدور الاممي لاضفاء شرعية على ممارسات غير قانونية.. الا ان تبديد هكذا افتراضات يكمن في الاسراع بابرام الاتفاقية الامنية بين الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسية تحدد مسؤوليات والتزامات الاخيرة.وهذا هو المسار الصحيح الذي من شأنه ان يفضي الى نتائج مرضية ومقبولة للجميع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد الاسدي
2007-08-15
بسم الله الرحمن الرحيم الله اعلم يمكن امريكا راح تكلب لانه مدا تعرف شتسوي حتى تخلص نفسها من العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك