المقالات

الكهرمانة تنحني خجلاً أمام عطاشى بغداد

1346 18:57:00 2007-08-13

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

ازمة تلد اخرى.. هذا هو المبدأ الذي بات يطبع الحياة العراقية والاسرة والفرد سواء في العاصمة بغداد ام في غيرها من المحافظات والمدن والقصبات، وكأن الازمة باتت قدر العراقيين، فمن الحروب العبثية الى الاقبية والزنازين الى القبور الجماعية الى اذابة اجسادنا في احواض الاسيد الى الطوابير التي تقف بانتظار اطباق المقصلة على رقابنا الى التشريد داخل الوطن وخارجه الى اسلحة الدمار الشامل التي قضت في غضون اقل من ثلاثة ايام على مئات الآلاف من ارواحنا في كردستان الى الفتك الاجرامي الوحشي الذي طال اهالي الوسط والجنوب الى تجفيف اكبر مسطح مائي في العالم وحرمان سكان الاهوار من حياتهم وبيئتهم ونمط حياتهم الى هدم مراقدنا واضرحة ائمتنا واوليائنا ونسف مساجدنا وحسينياتنا وكنائسنا ومعابدنا الى حرماننا النور في زمن النور والالكترون واحدث اجهزة التكييف والتبريد والتدفئة الى فقدان الامن في كل مرابعنا وصوامعنا الى الكوارث التي حلت بمزارعنا واراضينا ونخيلنا وقرانا الى النسف الشامل لمصانعنا ومعاملنا وانتاجنا، الى البطالة التي راحت تنخر في كياننا ومستقبلنا وابداعنا وطاقتنا الى الموت الذي يزحف نحونا فقراً واملاقاً واغتيالاً ومفخخة وعبوة وذبحاً وخطفاً وفساداً الى التكفير الذي لم تسلم منه عقائدنا ومعتقداتنا وانسانيتنا الى ما لا يحصى وما لا يعد حتى نصل لاهثين عطاشى في قيظ تموز وآب وطقس بغداد ولا مياه تبلل شفاهنا او تروي ظمئنا، ولا ندري هل ان دجلة غيرَّت مسارها او ان امانة العاصمة استمرأت لعبة وزارة النفط والكهرباء والتجارة فاستكثرت على العراقي جرعة ماءٍ بعضها من الطحلب والآخر من الرمل حتى باتت احشاؤنا وكأنها مقالع للحصى والغرين؟!.لماذا اهل بغداد يعطشون في هذا الفصل تحديداً، وما الذي جرى لكي يحرم اكثر من خمسة ملايين نسمة سكان العاصمة من الذي جعل الله منه كل شيء حيّ؟!.خمسون عاماً والكهرمانة تدلق ابريقها لتسقي اهل بغداد عذب فرات سائغ شرابه، فما الذي جعلها تنحني خجلاً وابريقها كأنه مارج من نار.أين خططنا الانفجارية وميزانيتنا الاكثر انفجاراً وهذه احشاؤنا تتفجر عطشاً على تخوم امانة بغداد التي ما انفكت تحدثنا عبر مسؤوليها عن المشاريع العملاقة التي يترآى لمن يسمعها وكأن بغداد ستغدو وبعد عامين عاصمة للماء دون ان نعلم بأن الماء فيها بات يحسد النفط والغاز وومضة الكهرباء التي تزورنا خطفاً وتودعنا بمثله.. والقادم اعظم.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك