اكثر من عشر سنوات أمنية عجاف يمر بها العراق في هذه المرحلة المشوهة من الصراع والغموض عند الكثير من السياسيين العراقيين وخصوصا سياسيي المنطقة الغربية والذين اثبتوا وبامتياز عدم وطنيتهم في كل تحركاتهم السياسية الداخلية والخارجية..ولم تتضح حتى هذه اللحظة ولائاتهم الوطنية الصحيحة..ربما هناك استثنائات ظهرت اخيرا لكنها لازالت قليلة جدا اذا ما قورنت بجدية وصعوبة المرحلة..
الشيء الملفت في سياسة القادة السنة انهم لايعتلون المنصات ولايتفقون الاّ في حالة واحدة وبشكل مستمر وهو اصدار بيانات ضد الحكومة او عمل فبركة اعلامية لادانة اعمال وقضايا هي اصلا من صناعتهم او انها مجرد تلفيقات واتهامات تفتقر للادلة والبراهين وهذ اصبح معلوما للجميع وهو عبارة عن صراخ وعويل كالعجائز التي تبكي على ايام شبابها..
واسطوانتهم المشروخة هذه الايام هي اسطوانة المليشيات طبعا والمقصود بالميليشيات لديهم كل ماهو شيعي حتى رجال الاطفاء في الوسط والجنوب ينعتوهم بالميليشيات وذلك لخلق حالة توازن وهمية مقابل دواعشهم وتوابعها التي عاثت بارضهم الفساد والخراب والدمار وهم لايزالون يتغنون بالطبل المثقوب من خلال قنوات ممولة ومدعومة لغرض تفتيت العراق والعراقيين..
باي منطق واي ميزان هؤلاء يكيلون عندما يدعون ان هناك ميليشيات تقوم باعمال تخريب وقتل حتى وان صح ادعائهم فلايمكن ان يتساووا مع الدواعش والبعثيين الذين مارسوا كل الجرائم والفجور في المناطق الغربية..ولو ان قادة السنة يدينون اجرام وارهاب داعش والبعثيين كصراخهم وعويلهم ضد مايسمونه بالمليشيات لما وصلت الامور لدرجة سيطرة داعش على مدنهم واملاكهم وحتى على اعراضهم لكنهم كانوا ولازالوا يغضون الطرف عن الاعمال الارهابية نكاية بالحكومة ولاهداف طائفية حقيرة وكأن العراق ملكا للحكومة فقط..
منذ بداية تشكيلات الحشد الشعبي الذي اهان وأذلّ دواعشهم وأذاقهم الزقوم ..نسمع ونشاهد كل يوم تقريبا سياسيي القوى السنية وهم يستحمرون في جر الناعور البعثي الداعشي في كل تصريحاتهم العنصرية والطائفية واللامتوازنة في وصف ابطال الحشد الشعبي الذين سالت دمائهم دفاعا عن المناطق ذات الأغلبية السنية واستطاعوا خلال مدة وجيزة ان يسطروا ملاحم وبطولات فاقت كل التوقعات مما تسبب في ولادة لحمة وطنية عراقية حقيقية بين الاهالي وابطال الحشد الشعبي خصوصا في المناطق المنكوبة بتواجد ارهاب الدواعش ومن لفّ لفّهم..ولكن هذا طبعا لايروق لمن له غايات واهداف شيطانية..فاذا تحققت الوحدة الوطنية العراقية وتآلف العراقيون بكل طوائفهم فكل هؤلاء السياسيين سيذهبون الى مزابل اسيادهم ولم تعد هناك حاجة لتواجدهم على الساحة السياسية..
لذلك نرى ان تشكيلات الحشد الشعبي وما تحققه من انتصارات باهرة ونوعية.. استطاعوا وبقوة أن يؤازروا ويساندوا الجيش وقوى الامن في تطهير الكثير من المناطق التي كانت حاضنة لتفقيس فيروسات الدواعش والبعثية.. وفضحت الكثير من الوجوه التي تتخفى وراء اقنعة مزيفة وبنفس الوقت عرفنا حقيقة من هو مع العراق كدولة وكوطن واحد ومن هو داعشي وبعثيٌ أشر..
فتحية اجلال واكبار الى ابطال الحشد الشعبي والى كل قوات الجيش والقوى الامنية بكل اصنافها ونسأل الله ان يعزز انتصاراتهم العظيمة في دحر الارهاب والارهابيين في كل ربوع وطننا الغالي..اللهم احفظ العراق وشعبه وانصره نصرا عزيزا..
https://telegram.me/buratha