إعتدنا على قراءة مفردة العاجل من على شاشات التلفاز بِترقب وحذر؛ فَعند قراءتها غالباً ما يعترينا الخوف والإستياء، ويزداد الإحباط لِهول الخبر، وعادة ما يرافق هذه الكلمة رقماً هائل، كمبلغٍ ضخم من الأموال، أو عدد من الضحايا، أو النازحون، أو حصيلة من الشهداء والجرحى لإنفجارٍ حدث.
رقم(50) ألف، كَحصيلة أولية من الجنود الوهميين في المؤسسة العسكرية كافٍ لإنهيارها، وآخرون تم إعفاءهم من الخدمة العسكرية، وإشراكهم في خدمة الفضائيين(فيفتي..فيفتي) أي نصف الراتب الشهري، يذهب إلى تجار الفضاء الأشاوس. وأصناف أخرى تتوزع بين مقاولات، ومُتاجرة بالسلاح و (مراسلون من نوع خاص) أو(شيخة) تهيأ الوقت لإستراحة القادة الذين أرهقهم عناء جمع التبرعات!
كان هذا عاجلاً أصابنا بالذعر، وأسدل عليه السِتار لثمانِ سنوات، تسبب في نزوح مليوني مواطن.. لا زالت كارثتهم تتصاعد وتيرتها في مخيمات النزوح، مع إقتراب موسم الثلوج في المناطق الشمالية، وأنهار من الدم.. إعتلت أنوفنا، وإحتلال مدن كانت آمنة بِسكانها، وموازنة خيالية قدرت بـ(130) مليار دولار، ذهبت أدراج الرياح، لتُنجب مولود أسمه" تقشف" لم نعهده حتى في عجاف البعث، والأزمنة الغابرة.
إنها مهزلة العقل العسكري الذي قادَ المؤسسة العسكرية لولايتين ناقمتين على حياة العراقيين، وأوصلنا إلى إنهيارات وكوارث، جعلت على عاتق الحكومة الخامسة، تركة ثقيلة من الفساد.. تتطلب تصفيتها جهود، وحرص شديد.
تركة الفضائيين؛ أحد كوارث الإنهيار، والسقوط على الرأس، أذ تسببت في تفرع أزمتين يصعب الخروج منهما: الأرقام الخيالية من الأموال، والتي ذهبت هباءاً منثورا على الفاسدين، وأثرت على حجم الموازنة بِشكل كبير من جهة، وإنهيار الجيش العراقي في المناطق الغربية، نتيجة القادة الفاسدين الذين كانوا من أخطر تجار الفضائيين؛ من هم في قمة المؤسسة العسكرية من جهة أخرى.
كوارث لا يحمد عقباها، كانت تأتينا بالعاجل، ولا نعرف ما هو الآجل؟! بعد ما إستطال الخراب، وإستدامت العاهات، وحجم الأزمات التي خيمت على كافة المؤسسات، لعقودٍ من الزمن؛ فكيف يكون أجلنا بعد تركات الفاسدين؟! كيف يمكن عودة السفن إلى مرساها؟! بعد إن أدركنا حجم الفساد الذي ينهش بنا، كما تنهش الكلاب السائبة بِقطعة لحم.
إنها إحدى"الفشلات" التي جلبت للحكومة السابقة مزيدٌ من العار والشنار، بعد ما نشُر غسيلها، منذ أن نشرت الوهميين في مستنقعاتها الفاسدة، حتى لحظة خروجهم، وفوح رائحة فسادهم بعد التغيير.
https://telegram.me/buratha