المقالات

قضيتنا وقواعد الإشتباك بين منهجين!

1262 09:19:22 2014-12-07

قاسم العجرش

ماذا يحدث إذا ختمنا جميعاً أفواهنا، مما الذي ستئول اليه أحوالنا، أذا أُرغمنا على أن نغط في نوم عميق؟!

ما الذي سيحصل، إذا تعين علينا قبول فاجر فاسق، تسلط على رقابنا ؟!.ليس قبولا بالصمت مثلا، بل يفترض بنا أن نكون إيجابيين جدا، فنبايعه على أننا خولا وعبيدا له، وأن علينا أن نفرح بهذه العبودية ونصفق لها!

هذا هو حال الأمة عشية محرم عام 61 للهجرة، وما زال فيها بقية الصلحاء من الصحابة، وأهل بيت النبوة، هذا حالها؛ وما زالت ذكرى رسول الأمة، صلواته تعالى وسلامه عليه وعلى آله ندية.

اليوم ليس من بد، لأن يطرح سؤال محوري، عن طبيعة الذي يجري في ساحة الإسلام آنذاك، وهخل له علاقة بما يجري اليوم؟

 سؤال كبير؛ بأي وجهة نظر عقلائية، تخدم مستقبل الأمة ودولتها، كان يجري القبول بالأشتراطات التي أعلن عنها معاوية، حين أخذ البيعة لولده يزيد؟..على الأقل ليس على المستوى الاستراتيجي، بل على المستوى الآني..هل كان معاوية، يسعى لبناء "دولة" حقيقية تقود الأمة، وفقا للخطوط العريضة التي وضعها القرآن، أو وفقا للتفصيلات التي تركها فينا من نزل عليه القرآن؟ أم أن معاوية كان يسعى لبناء "إمارة" لإبنه وأحفاده، يرتعون في مرابعها برخاء، ويعيشون أيامهم ببذخ بأموال "الرعية"، وإن بإرغام "الرعية" على الطاعة بسفك الدماء؟!

يخرج بعدها سؤال جوهري، هو الذي أجاب عنه، المفكر العربي عباس محمود العقاد بقوله: (رغم كل الثورات التي استهلها الإمام علي، بدمه ودم الشهداء من أبنائه، في مقارعة الظلم عبر التاريخ، إلا أن تيار الملك بقى مستمرا وقويا، فلولا غياب العدالة الإجتماعية، لما ثار مظلوم على ظالم، ولما بقى المثال النبوي والأئمة من بعده، رمزا ومنارا حيا في كربلاء)..

بعد أربعة عشر قرنا، يحق لنا أن نتحدث عن الصراع الذي قام آنذاك، وما زال مستمرا وبزخم أقوى، لأننا على يقين أن مباديء الصراع القائم اليوم، بيننا وبين شانئينا هي نفسها، ولم تتغير قواعد الإشتباك معهم، برغم كل هذه القرون.

لقد كان صراعا سببه إختلاف الرؤية لبناء الدولة، وليس حول الدولة ذاتها؟ وهو صراع بين منهجين لا ثالث لهما، بين من يريد بناء "دولة" الأمة، وبين من يريد بناء "إمارة" الفرد..وبلغة عصرنا صراع بين من يسعون لبناء "دولة المواطنين"، وبين الذين يعملون على بناء "دولة المسؤولين"..

كلام قبل السلام: كان التاريخ في مفترق طرق، فأما ينتصر نهج نظام الجماعة، الذي يتزعمه الإمام علي ومن بعده الحسين عليهما السلام، أو ينتصر نظام الفرد الذي يجسده معاوية ومن بعده يزيد عليهما لعائن اللاعنين، وهكذا دخلنا في الصراع الدائم بين منهجين متضادين..

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك