عندما كان صدام يقاتل نيابة عن امريكا كانت الدول العربية فرحة جدا لانها انظمة لا تعرف غير القضم والتطفل على حياة الشعوب ولو ان امريكا اختارت ان تبدل احدا مكان اخر لما كان عندهم امرا معيبا الا انه كانت في كل الشعوب نماذج لم تكن راضية عن هذا الوضع سواء كان ذلك في الشعوب العربية او كان في الشعب العراقي .
وكان لهذا الموقف خصوصية لانه سيؤدي في الغالب الى دفع الثمن غاليا وهذا يفسر لنا قلة المعتنقين لهذا التوجه من بين شعوب المنطقة من بين مئات الملايين من البشر ولكنه بالرغم من كل هذا كان الموقف المناسب والصحيح لان الظالمين لا يعرفون غير لغة واحدة الا وهي لغة الرفض .
وفي ذلك الوقت كان الثمن الذي دفعه الاحرار غاليا لكن احدا من الطغات لم يستطع ان ينام الليل وهم موجودون , وفي الوقت الذي كانت الاعدامات تنال الكثير منهم رجالا ونساء واطفالا وكانت النفوس متوجهة الى ذكر الضحايا بالمدح دائما لانهم قرابين من اجل كرامة الامة .
وعندما وقعت احداث بين المقاومة الاسلامية والكيان الصهيوني كان هناك مراسل لاحدى القنوات العالمية وقد اجري معه لقاء وكان المواطن لبناني .
وسالوه عن رايه باعمال المقاومة التي تجري على ارض لبنان .
فقال لهم انني لا استطيع ان اتخذ موقفا واضحا من هذه المسالة وكأنه كان خائفا من التصريح برايه .
فالحوا عليه بالكلام لعلهم يحصلون على تصريح معادي لابناء بلده خصوصا وهو مسيحي وهم مسلمون ومن الشيعة وهم قلة في لبنان.
فقال لهم : انا اسال نفسي كثيرا عن هذه المسالة واحيانا اشعر بالالم على ما يحصل في بلدي لكن عندي موقف واضح من قضية واحدة الا وهي ان هؤلاء المقاتلين من المسلمين وليسوا من المسيحيين ولكنهم عندما يموتون فانهم يموتون من اجلي وانا ساكن هنا في اوربا ومثل هذه التضحية تجعلني مضطرا ان اقو لان هؤلاء ابطال يموتون من اجل غيرهم فكيف اقف منهم موقفا سلبيا لانهم اربكوا الراي العام العالمي الذي تقوده مؤسسات تابعة للعدو المشترك...
ومن هذا نفهم كيف ينظر الانسان البسيط الى تضحية الغير من اجله وهذا الموقف يختلف عن موقف بعض المتعصبين من المقاومة مع انها تقاتل وتدفع الثمن نيابة عنا جميعا .
وموقف المتعصبين هذا يشبه الى حد كبير موقف الطغاة فانهم ينظرون الى هذا الموقف بعدائية ويفرحون عندما يغيب هذا التفكير من ذهنية الشعب المظلوم وهذا يفسر لنا كيف ان الفاسدين في بلدنا الان مرتاحون ولا يخشونا ابدا لاننا فقدنا هذه الثقافة اعني ثقافة الموت من اجل القضية فلو ان الفاسد علم اننا نموت من اجل التخلص منه لفكر طويلا قبل ان يعمل على سرقة حقوقنا وتضييع البلد ..
فالشعب اليوم بامس الحاجة الى هذه الثقافة التي نطق بها زيد الشهيد (عليه السلام) عندما وجد ان منطق القوم مبرمج على لغة واحدة والحقوق ضائعة فتحدث اليهم باللغة التي تناسب قاموسهم وهي لغة الثورة والسيف وسطر درسا في التضحية يستلهم منه الاحرار دروسا على مدى العصور .
وهذا هو الحل والسبب في نفس الوقت فان الفاسدين يعلمون اليوم ان ثقافة الموت من اجل الحقوق قد تضاءلت فاصبحوا يمعنون في اذلال المستضعفين والحل لان ثورتنا ضدهم قادمة وقد بدات على يد المرجعية ونحن سنكمل البقية فالموت سيكون هدفنا ان لكم يكن غيره من الطرق مفتوحا وبماذا يخوفني الارذلون الفاسدون كما قال الجواهري ...
ونحن نقول بماذا يخوفنا الفاسدون اذا كان الموت هو هدفنا ...
https://telegram.me/buratha