المقالات

سر وجودنا الحسين ...

1699 2014-12-10

قصة العشق الحسيني تبدأ من أطفالنا، فكل طفل يُكبر على صوت الحسين، ويستنشق به أنفاس حريته، ويتعلم مع أول خطواته مبادئ ثورته، ليخط بأنامله أول حروف نهضته. بكل الدنيا، يتعلم الطفل قصةً لأسطورةٍ خيالية، لا واقع لاسمه وفعله الا في مخيلة كاتبها وراويها، لكن قصة الإيثار والبطولة والإقدام لأبي الفضل العباس، حقيقة واقعة لا يمكن لإحد أي ينكرها، كما جبل الصمود والإباء زينب لا يمكن إنكارها، فهي أنموذج صادق لقوة أمرآة أمنت بدينها وربها، وحقيقة رسالة جدها، وعدالة قضية أبيها وأخوتها، لتنطلق من تكليفها الشرعي وتنصر الحق وأهله.
ومع كل هذه النماذج والتربية الأخلاقية العالية التي تقدمها لنا ملحمة الطف، هنا نقف متسائلين، كلما مر علينا موسم عاشورائي مفعم بالايمان، لماذا كان للطاغية صدام وزبانيته ذلك الموقف الصارم بوجه ذكر مصيبة الحسين واحياء أمره؟ 
فهل كان شخص الحسين "عليه السلام" ينافسه على كرسي السلطه، أم كان يهدد الامن القومي لدولته البعثية؟
والجواب هنا موجه لمن لا زال ذلك السؤال يجول في باله وتزدحم الاستفهامات في عقله، في أن الإمام الحسين "عليه السلام" كان بثورته ونهجه الإصلاحي المكمل لنهج الرسالة الإسلامية، يمثل تهديد واقعي لكل طاغي مستبد يستعبد الناس ويريد أن يفرض سلطانه عليهم، وصدام وزمرته، كانوا فاهمين لحقيقة وبعد منعهم للشعائر الحسينية والسير لكربلاء، فحركة الإمام وثورته تمثل ذلك المحرك الفكري للانتفاضة بوجه الطغاة ورفض الظلم وطلب الإصلاح.

كما أن الأيدلوجية البعثية القومية المغلقة، لا يمكنها القبول بالنهج الاممي الوحدوي للثورة الحسينية التي جَمعة كل العالم تحت رايتهما وتوحدت كل اللغات بفكرها، لتصبح ملهمة العالم، ونبراس طريقهم التحرري، فهل بعد كل هذا يقبل الطاغية، بذكر الحسين وأحياء أمره!
فأن أردنا أن نبقى أحراراً رافضين العبودية والطغاة، ثائرين بوجه الظلم والفساد، أملين بمستقبل الأحرار، داعين الى دولة العدل والمساواة، بقيادة صاحب العصر والزمان "عجل الله فرجه"، علينا أن لا نقطع تواصل أبناءنا مع الحسين، فهو سر الارتقاء، وجوهر البقاء، والمدرسة التي تحافظ على النجاح، حتى يرث الله الأرض لعباده الصالحين، ونَضمن عدم تكرار وجوه الطغاة ان تعود لتتسلط على رقاب الاحرار، وأن يزول كل ظالم بصرخة هيهات منا الذلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك