المقالات

حوارات عميقة وساخنة...صريحة وغير خجلة...

2232 2014-12-17

بليغ مثقال أبو كلل

مقاربة: ميزانية المناطق الساخنة وال 17٪ حصة إقليم كردستان...

سقوط الموصل مثل نقطة تحول كبيرة في كل المجالات، وعلى مختلف المستويات...

لمّا سقطت الموصل في زمن حكومة السيد المالكي، وتبعتها المحافظات الأخرى، قرر مجلس الوزراء صرف رواتب هذه المحافظات التي تقع تحت سيطرة داعش بالكامل، وكان هناك من يقول: كيف نعطي رواتب لمناطق تقع تحت الإرهاب الكامل، مع تسليمنا أن هذه الأموال ستقع بيد داعش وسيسيطر عليها بالكامل، وهو من سيقوم بتوزيعها حسب ما يراه. كان الجواب يأتي: أن الموجودين تحت حكم داعش هم شعبنا ومواطنون عراقيون، وحتى لو وقعت الرواتب كلها تحت يد داعش فلا يجب قطعها، حتى لا يشعر المواطن في هذه المناطق أننا نعاديه، وأن داعش هي من تدافع عنه، وعلينا أن نسلم الرواتب بالكامل حتى تكون المشكلة بين داعش والمواطنين في تلك المناطق. وكانت الحجة الأخرى التي يوردها الكثير ( ومنهم رئيس الحكومة السابق )، أن علينا التفريق بين داعش ( الحاكمة في تلك المناطق ) وبين شعبنا، فما ذنب شعبنا هناك أن نحرمه من رزقه؟ فالمشكلة مع داعش وليس مع الشعب، حتى لو كان بعض هؤلاء المواطنين ممن تصله رواتب الحكومة الإتحادية يقف مع داعش بالضد من الحكومة الإتحادية... كان هذا هو القرار في حكومة السيد المالكي...

ولو راجعنا التاريخ من بعد عام 2003 وإلى الآن نجد أن كل الإرهاب الذي جاءنا طيلة السنوات الماضية كان من مناطق ( الموصل، صلاح الدين، الرمادي، ديالى )، ولو راجعنا حجم الخسائر البشرية والمالية التي تكبدناها من جراء هذا الإرهاب، لرأينا العجب العجاب، وهذا الأمر واضح لكل من كان عاقلاً. مع كل هذه الخسائر وهذا الإرهاب، كنا نقول دائماً أن مشكلتنا مع الإرهاب وليست مع السنة ( وهو الواقع ) ولم يدعوا منا أحد إلى قطع الرواتب ولا الميزانية عن هذه المناطق، لأن الإرهاب شيء، وشعبنا هناك شيء آخر.

بالمقارنة، لم يأتنا من إقليم كردستان وحكومته وشعبنا هناك، لا إرهاب، ولا مفخخة، ولا تم وصفنا بالروافض، ولا الصفوية، ولا المجوس، ولم نخسر من جراءهم أياً من عشرات الآلاف من أرواح الأبرياء التي أزهقت من الشيعة والسنة، ولم نخسر مليارات الدولارات... كل ما هنالك لدينا خلاف وحيد هو خلاف إقتصادي تماماً، ليس خلافاً على الأغلبية، ولا خلافاً على من يحكم العراق، ولا خلافاً على مذهب، ولا خلافاً على عقيدة... إنه خلاف إقتصادي إقتصادي إقتصادي ...

جيد إذا قبلنا بإعطاء رواتب وميزانية المحافظات التي تقع تحت حكم داعش، وهي التي تقتلنا وهي الخطر الأكبر، كيف قطعنا رواتب شعبنا في كردستان بحجة النفط! ولم نقطعه عن داعش بحجة الإرهاب! أليس علينا أن نلتفت إلى هذا الأمر؟ أليس علينا أن نسآئل أنفسنا لماذا يحاول البعض أن يصور الكرد على أنهم أعداء الشيعة، بل وأنهم أخطر أعداء الشيعة؟؟؟ لمصلحة من يُراد لنا أن نكون كذلك؟؟؟

فهل يقبل ( المأزومون والمهزومون ) أن نعطي الرواتب لشعبنا تحت حكم داعش وهم يقتلوننا، ولا يقبل هؤلاء ( المأزومون والمهزومون ) أن نعطي رواتب شعبنا في كردستان لأن لدينا خلاف إقتصادي مع حكومة إقليم كردستان!! هل هؤلاء عقلاء؟ أم هؤلاء خبثاء؟ أم هؤلاء يريدون أن يزيدوا من أصواتهم في الإنتخابات القادمة إستعداداً لها من الآن؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك