المقالات

فلسفة التحرير Liberation Philosophy

1512 07:54:04 2014-12-21

قالوا في معنى التحرير: كلمة تدل عادة على إنهاء إحتلال شعب ما ( كتحرير فرنسا سنة 1944 مثلا )، فعند دخول الألمان إلى فرنسا، بغير رغبةٍ من الفرنسيين، عُد ذلك الدخول إحتلالاً، يعني تسلط الألمان على الفرنسيين والتحكم بمصائرهم. مما يعني لو أن الشعب الفرنسي، قد تقدم بطلبٍ إلى الألمان، بالدخول إلى أراضيه، وإنقاذه من حكومته الفاسدة مثلاً، فعندئذٍ لا يُعدُ دخول الألمان إحتلالاً أبداً، بل يُعدُ تحريراً ولكن من الخارج؛ وما نشأة الأمم المتحدة إلا لمثل هذه الحالات.

تسمي الحركات الثورية أحيانا نفسها بـ(الحركات التحريرية)، وتعني بذلك التحرر من حكم مضطهد، وقد يعني التحرير ببساطة، الحصول على تساو في الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، كحركة تحرير المرأة التي تسمى حاليا حركة الأنثوية أو النسائية.
كذلك قد يعني التحرير: عتق الأشخاص من العبودية، أو الاضطهاد كما حدث في إعلان الرئيس الأمريكي أيبراهام لنكن، أو ما سمي بإعلان العتق، والذي أصبح ساري المفعول سنة 1863، ويقضي هذا الإعلان بعتق كل عبيد الولايات المتحالفة ضد الشمال، والمتمردة على الولايات المتحدة، وهو تحرير المجتمع لبعض أبناءه، ويعني عفو الحاكم عن المحكوم.

عادة ما تعني كلمة التحرير: تحرير بلد من الحكم الاستعماري، أو أي حكم مضطهد، وتسمى الحروب التي تسعى إلى ذلك(حروب تحرير وطنية)، وقد يطلق الذين يقومون بحرب عصابات(وعادة ما يكونون من اليسار) من أجل الإطاحة بحكومات بلادهم، على أنفسهم (جيوش التحرير الوطنية)، وهذا التحرير على العكسِ من سابقهِ، فهو يعني أن المحكوم فرض إرادتهُ على الحاكم، ولو بتبادل الأدوار.

ترد كلمتا(التحرر والتحرير)، وكأنهما كلمتان مترادفتان، ولم أجد فرقاً لغوياً كبيراً بين معنى التحرر والتحرير، وقد أستطيع أن أصنع فرقاً بينهما، فأقول: إن التحرير يعني الخلاص من تسلط الآخر(كما بينا أعلاه)، وأما التحرر فهو الخلاص من سلطة الذات.
أي الخلاص من سلطة المفاهيم الخاطئة، التي تتبناها الذات، والتي تشكل بمجملها، قيود تقوض من بناء الذات، وتحول دون تقدمها نحو الأفضل، وإختيارها الأحسن، تارةً بتأثير من سلطة التربية والمجتمع، وتارة أُخرى بتأثير الرغبات والشهوات البهيمية، غير المرتبطة بتفسير عقلي.
بقي شئ ...
عندما نسعى إلى التحرير يجب علينا التحرر أولاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك