مفارقة غريبة تلك التي حصلت في مؤتمر القوى السنية الذي اقيم في اربيل قبل يومين عندما وَقَع القائمون على هذا المؤتمر بخطأ كبير لم يتمكنوا من استدراكه والتغلب عليه رغم محاولات البعض الحثيثة لتجاوز الحرج والغيبة،الا إن كل تلك المحاولات جاءت متأخرة ولم تنفع في رفع الكلفة والحرج.
والمشكلة التي تورط بها العرب السنة ولم يلتفتوا إليها الا في الوقت الضائع هي انهم لم يفكروا بعروبتهم التي طالما تغنوا بها وكتبوا عنها وقاتلوا من اجلها بعد ان تركوها في بغداد حقدا على الصفويين وذهبوا الى اربيل يبحثون عنها في ربوع هولير دون ان يجدوا لها من اثر سوى بقايا لرجال لم يعد لهم اي ارتباط بالعراق وأرضه.
ان عقد مؤتمر عربي لمكافحة الإرهاب في اربيل أمر غريب،وسبب الغرابة هو ربطه بالعروبة،وقد كان بإمكان الجهة القائمة عليه ان تربطه بالعراق ليكون أكثر شمولية وأكثر مقبولية سواء عقد في اربيل او دهوك او بغداد،اما ان يكون عروبيا فقد تجاوز العنوان حدود المنطق والمقبولية خاصة وان اربيل والعروبة على طرفي نقيض ولا توجد بينما اية نقاط للالتقاء حتى وان كانت اربيل نقطة للالتقاء بالقتلة والإرهابيين والطائفيين والمحكومين بالإعدام.
امر عقد مؤتمر عربي في اربيل لم يكن النقطة الجوهرية في غرابة المؤتمر وتوقيته إنما هناك نقطة أخرى اكثر غرابة وهي تسميته وان كانت تلتقي مع النقطة الأولى لكنها تتسع ليكون التساؤل اعم واشمل وهو هل ان أبناء المحافظات الستة الذين شاركوا هم العرب وما سواهم هنود مثلا او صفويين فإن كانوا عربا فلماذا لم يتم دعوتهم وان لم يكونوا عربا فمن يقول انهم ليسوا عربا،ولماذا يشاركهم النجيفي والكربولي والكرحوت الماء والحياة ولقمة العيش،ولأننا لازلنا في غرابة المؤتمر ومكانه وتسميته فقد كشف مؤتمر العرب لمكافحة الإرهاب عن النفس الطائفي الحقيقي الذي يتكلم به قادة العرب السنة وهم طالما اتهموا خصومهم بهذا الاتهام رغم ان خصومهم لم يتكلموا يوما بمثل هذا النفس ورغم انهم لم يعقدوا مؤتمرا لمحافظات الوسط والجنوب في اربيل
مع كل العجائب والغرائب التي رافقت المؤتمر العربي لمكافحة الإرهاب في اربيل الا ان نتائجه لم تكن بمستوى الطموح ولم تصل الى حد حفظ ماء الوجه للقائمين عليه بل أريق هذا الماء بعد ان حضر القتلة والمجرمين والإرهابيين والمطلوبين فكان ان غاب العرب والعروبة عن المؤتمر بينما حضره القتلة والمجرمين والطائفيين.
https://telegram.me/buratha