صبراً قومَ عيسى، فانّ رسولَ الله (ص) خصيمَ عدوّكُم يَوْمِ القيامةِ، أوليسَ هو القائلُ (ص) {منْ آذى ذُمّياً فأنا خصمُه، ومن كنتُ خصمَهُ خصمتُهُ يَوْمَ القِيَامَة} وقوله {ألا منْ ظلمَ مُعاهداً أو انتقصهُ أو كلّفهُ فَوْقَ طاقتهِ أو أخذَ منه شيئاً بِغَيْرِ طيبِ نفسِهِ فأنا خصمُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ} وقولُهُ (ص) {منْ قتلَ معاهداً لَمْ يرُح رائحةَ الجنّة، وإنّ ريحها توجدُ من مسيرةِ أربعينَ عاماً}.
صبراً قومَ عيسى، فانّ نبيّ الرحمةِ (ص) خصيمُ الظّالمين الّذين هجّروكم من ديارِكم، اوليس هو {الرّحمةُ المهداةُ} على حدِّ قوله (ص)؟.
صبراً قومَ عيسى، فانّ نبيّ الاسلام خصيمُ الارهابيّين الذين استولَوا على اموالِكُم وممتلكاتِكم.
ولو كانَ اميرُ المؤمنين (ع) حاضراً اليوم وشهِد الظّلم الّذي تعرضتُم لَهُ على يدِ الارهابيّين التكفيريّين القتلة، الّذين يتلفّعون بعباءةِ الدّين ويكبّرون ويهلّلون وهم يحزّون رقابَ الضحايا الأبرياء، لخطبَ قائلاً:
وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، وَالاُْخْرَى المُعَاهَدَةِ، فيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلْبَهَا وَقَلاَئِدَهَا، وَرِعَاثَهَا، ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالاسْتِرْجَاعِ وَالاِسْتِرْحَامِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ، مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ، وَلاَ أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِن بَعْدِ هَذا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً.
وهو القائل (ع) {منْ كانت لَهُ ذمّتنا، فدمُهُ كدمِنا، وديّتُهُ كديّتِنا} ولقد أوصى عليه السلام عمَّاله على الخراج بقوله:
وَلاَ تَحْسِمُوا أَحَداً عَنْ حَاجَتِهِ، وَلاَتَحْبِسُوهُ عَنْ طَلِبَتِهِ، وَلاَ تَبِيعُنَّ لِلنَّاسِ فِي الْخَرَاجِ كِسْوَةَ شِتَاء وَلاَ صَيْف، وَلاَ دَابَّةً يَعْتَمِلُونَ عَلَيْهَا، وَلاَ عَبداً، وَلاَ تَضْرِبُنَّ أَحَداً سَوْطاً لِمَكَانِ دِرْهَم، وَلاَ تَمَسُّنَّ مَالَ أَحَد مِنَ النَّاسِ، مُصَلٍّ وَلاَ مُعَاهَد.
وا أسفاه على ما حلّ بسكّان العراق الأصليين على يد الغرباء الارهابيين! وا أسفاه على ما حل بالمسيحيّين والايزيديّن والشبك والتركمان وغيرهم، على يد المجرمين الذين اختطفوا الاسلام وتدرّعوا به لتنفيذ مخططهم التّدميري؟ وا أسفاهُ على أبناء من تَرَكُوا بصماتهم في العراق الحديث وعلى مختلف الاصعدة، في الفن والادب واللغة والجغرافية والتاريخ والطباعة والصحة والفهرسة والتربية والتعليم والطب وطب الاسنان والصيدلة والادارة والقضاء والمحاماة والصحافة والترجمة والعلوم الاكاديمية والتأليف والفن والمسرح.
وا أسفاهُ على احفادِ يوسف عتيشا الموصلي وخضر الياس هرمز وأفرام رحماني وداوود صليوا وعمانوئيل توما ويوسف خياط وجرجس قندلا وحنا خياط وفؤاد سفر وبهنام ابو الصوف وانستاس الكرملي وأدي شير وروفائيل بطي ونعوم فتح الله سحّار ومتي غفراوي وبشير اللوس ويوسف نعمان وبول نويا ودنيا ميخائيل والبرتين إيليا حبوش وغيرهم الكثير من المسيحيين والمسيحيات الذين تَرَكُوا بصماتهم في تاسيس العراق الجديد وعلى مختلف الاصعدة، اسوةً ببقية أبناء العراق الغيارى بلا تمييز، وا أسفاه على احفادهم الذين ينامون اليوم في العراء، يلتحفون السماء، يلفّهم الخوف والرّعب، بعيدين عن ارضهم وديارهم وممتلكاتهم ومدارسهم ومهنهم.
فتباً للعربان الغرباء الارهابيين الذين يريدون اقتلاع سكان العراق الأصليين من جذورهم، تبّاً لهم وتبّ.
ستعودون الى ديارِكم عاجلاً معزّزين مكرّمين، وسيُهزم الارهاب ويولّي الدُّبر، وسنضعُ يداً بيدٍ لإعادة بناءِ كلّ حجَرٍ هدَمهُ الارهابيّون ودمّره التكفيريّون.
أُكبِرُ فيكم هذه الرّوح الوطنية التي تجلّت بالامتناعِ عن الابتهاجِ بعيد الميلادِ المجيد، كما في السنوات السابقة، عندما دعا غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو في () من هذا الشهر [كافة أبرشيات الكنيسة الكلدانية ورعاياها في الوطن والمهجر وكافة أبناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في الوطن والمهجر الى عدم اقامة الاحتفالات بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة بسبب الظروف المؤلمة والمأساوية في وطننا، وتضامناً مع المهجّرين بشكلٍ عام ومهجري شعبنا بشكل خاص الذين يعيشون بلا مأوى في ظروف اقتصادية وانسانية ونفسيّة صعبة ومعقّدة للغاية، فيما طلب غبطته، تقديم يد العون اليهم وزيارتهم للتّخفيف عنهم بدلاً عن اقامة الاحتفالات الصاخبة] على حد قوله.
فبهذه الرّوح الوطنية والإنسانية سيقضي العراقيون على كل اسباب الفُرقة والاختلاف والتمزّق، وبها يقضون على الارهاب الذي أراد ان يُخلي بلادنا من اَهلها الأصليّين ليحلّ مكانهم الاعراب الأغراب الذين قال عنهم القران الكريم {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} الاعراب الأغراب الذين يُنفقون ما استولوا عليه باللصوصية ظلماً وعدواناً لتدمير بلادنا وذبح اطفالنا وتهجير اهلنا واشاعة الخوف والرعب في المجتمع العراقي {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
ستمرُّ هذه الظروف الطارئة فهي سحابةُ صيفٍ عن قريبٍ تقشعُ باذن الله تعالى، ثم نعودُ نفرح وتفرحون في كلّ أعيادنا الدينية والوطنية.
تبقونَ ويرحَلون.
وكلّ عيدِ ميلادٍ مجيدٍ وانتم بألف خيرٍ.
https://telegram.me/buratha