المقالات

أشباه حسين كامل والعدالة النائمة

1299 2014-12-25

التاريخ يعيد نفسه, مقولة نجد لها مثال كل يوم, الوقائع تكرر نفسها, فقط على يد آخرين, بالأمس كانت بطانة طاغية, من أولاده وأقاربه تستبيح العراق, وتقضم المال قضماً, جعلت من العراق بستان خالصا لها, حكايات المخبول عدي لا تخفى, وإخبار قصي ووطبان وأولاد السبعاوي, كانت تتناقلها اللسن, أخبار فضائحهم تتصدر عناوين الصحف العربية والأجنبية, عاثوا فسادا في الأرض, جعلوا من المؤسسات الحكومية ريعا خاصا بها, مما افقد الدولة هيبتها وشكلها الحقيقي. وطويت صفحة الأمس, وتم مطاردة حفنة اللصوص, من البراري إلى الحفر, لاسترجاع حقوق الناس, كقدر ثابت لكل طاغية وبطانة سوء, إن يتم إذلالهم.

جاء العهد الجديد, ونحن نتخوف من تشكل سرطان جديد, يفتك بجسد الوطن, وتأملنا كثيرا مع الإعلان عن تشكل نظام ديمقراطي حر, ولكن كما يقال أحيانا, إن الأحلام الكبيرة عبارة عن أوهام مؤلمة, ظروف البلد دفعت ببعض الشخوص, إن يصعدوا لكرسي المسؤولية, كزرع طارئ لا يعرف ثمره, فكان ملك الفضاء هو القدر السيئ للبلاد, فأنتج لنا هذا الزرع أشواك وطحالب, وأي زرع مؤذي لا نفع له, حيث تشكلت بطانة السوء من عائلته, ليتحكموا بمقدرات البلد, وليكون يد الفساد لملك الفضاء.

بالأمس يأتي القدر بالمجرم حسين كامل, من مجرد شرطي بائس, إلى وزير للصناعة ورتب عسكرية, فقط لأنه اقترن بابنة صدام, ليكون البلد تحت يد شرطي الأمس, إلى إن أكمل القدر لعبته, وأحاطت به خطيئته, وقتل على يد أهله, صورة اليوم متشابه كثيرا, من عدة نواحي, والشبه الأكبر التحكم بمقدرات البلد من قبل بطانة ملك الفضاء, شركات ومكاتب وصحف , ومؤسسات خيرية ونفوذ في اخطر المؤسسات الحكومية, وأرقام فلكية لحسابات مصرفية, كلها تجعل من هؤلاء وحش يصعب الاقتراب منه, هكذا أنتج لنا غزو الفضاء.

أشباه حسين كامل شر مطلق, لا يمكن الاطمئنان لبقائهم, فهم بوابة الفساد التي كادت تبتلع العراق, 600 مليار دولار ضاعت بفعل منظومة الفساد, التي لم تعطنا إلا سرابا, وأخذت كل شيء, وشر هؤلاء لم يتوقف عند حد السرقة, بل كان فن تسقيط الآخرين, هواية يمارسوها, عبر الصحف والقنوات التي يملكوها, بالإضافة لشرائهم الأقلام الرخيصة لبث السموم, وما حملتهم الأخيرة على قادة التغيير, إلا دليل استمرار منظومة الفساد بالتأثير والعمل, أجد إن عملية فتح ملفات الأمس, وملاحقتهم قضائياً, أمر أساسي لإنقاذ حاضرنا.
إننا اليوم بحاجة ماسة, لإسقاط (حسين كامل) مرة أخرى, فالحاضر سيضيع من بين أيدينا, إن استمرت العدالة نائمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك