المقالات

إقليم البصرة والتوقيت

1668 2015-01-03

الأسابيع الأخيرة تفاجئنا بظهور علم مزعوم للبصرة, وحراك لبعض الشخصيات السياسية, للدفع بإعلان البصرة إقليم, ونجد الاهتمام الكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي, للشروع بإعلان إقليم البصرة, باعتباره حل لأهالي البصرة التي تنتج الخير كله, ولا تحصل إلا على النزر القليل, فمازالت مجرد محافظة فقيرة, لا تتناسب مع مقدار الثروة التي تحويها أرضها, والحقيقة الحراك داخل محافظة البصرة في تصاعد, لإعلان الإقليم كحقيقة.

لكن هل يمكن اعتبار التوقيت مناسبا؟ وهل هي رؤية خالصة لأهل البصرة, بعيد عن تأثير المحاور, هل الأمر بعيد عن تأثير الكيانات السياسية؟
نجد مجموعة عوامل, تجعل من القضية مرحب بها, من قبل أهالي البصرة, أولها عدم وجود اعتراض رسمي من قبل المرجعية الصالحة, لحد ألان, مما يعني إن الأمر لا يمثل خطر حقيقي,(هكذا يفسروه) وإلا لكان للمرجعية رد فعل علني, وثاني الأمور إن مسألة الإقليم مكفولة دستوريا, فلا يمثل المطالبة بالإقليم خروج عن الحق المشروع, الأمر الثالث إن المطلب بالإقليم اليوم هو مطلب جماهيري, فالحراك الجاري ألان في البصرة لا يمكن إغفاله, هذه العوامل تدفع الأمر بان يصبح حقيقة بالمستقبل.

البصرة تلك المحافظة التي تنتج النفط, وموانئها تستقبل السفن,فهي بوابة العراق للعالم الخارجي, كان يمكن إن تكون أغنى المدن العراقية, لان مواردها كبيرة جدا, لكن عاشت فاقدة لكل شيء, منذ زمن الطاغية صدام, مروراً بحكومة الأزمات, لم يتغير حالها كثيرا, بقيت تعاني كثيرا, مما دفعها اليوم للتفكير بمشروع الإقليم, حيث سيغير حياتهم, فلولا فشل حكومة الأزمات والفوضى, في أداء مسؤوليتها لما فكر البصريون بالإقليم, فالخلل أتى من المركز, والناس تريد إن تعيش. 

ملاحظة هامة إن المطالبة بالإقليم ارتفعت وتيرتها مع مطالبة أهل السنة بإنشاء إقليم سني, وزادت الوتيرة بعد مؤتمر اربيل,مما يعني إن مشروع بايدن ينفذ بأيدي عراقية, إن أحسن الظن نقول من دون إن يلتفتوا إلى تنفيذهم أجندة بايدن, فالبصرة إن نجحت فالتالي هو قيام الإقليم الشيعي, وأهل السنة ومشروع إقليمهم, وهكذا يتم الأمر للأمريكان الحالمين بتفتيت العراق إلى ثلاث دول, وهذه الدول لا تعيش السلم,بل العداء المستمر.
نعتقد إن أصل المشروع حق كفله الدستور, وليس لدينا اعتراض, لكن فقط نعترض على توقيته ألان,فمع كم الأزمات السياسية, والمشكلة الاقتصادية بفعل تدهور أسعار النفط, إضافة لضغوطات الحرب ضد داعش, كلها تدفعنا إلى رفض الفكرة ألان, ثانيا واعتبره أمر أساسي , وهو على البصريون اخذ مشورة المرجعية في الأمر, قبل الشروع بالتنفيذ, بالإضافة إن على النخب البصرة إن تعود للتحالف الوطني وهو الخيمة الكبرى لهم, فالتشاور ضروري.
ترك الأمور تسير بهكذا الشكل, فيه خطر على ما سيكون, لأنه مبهم ومتناسق مع أطروحات الغرب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك