ودعنا 2014، بِمزيدٍ من الأسى والحزن، بِفقد كثير من الأحبة، وخسارات كبيرة في المُقدرات، ونزوح مليوني مواطن، وعمليات قتل جماعي؛ ليستقبل 2015، بإصلاحات ما بعد التغيير، وعلى رأسها اللامركزية التي أخذت تسلك طريقها، نتيجة الظروف والمستجدات السياسية في هذه المرحلة.
بعد خطاب العبادي الذي عقد على ضفاف شط العرب، وبحضور(14) محافظة، وما تضمنه من ضرورات التحاور مع الناشطين، والإعلاميين من البصرة في تطبيق اللامركزية، بشكلٍ سليم لا يتعارض مع سياسة المركز.
هذه الخطوة في النقاش، ساهمت في إذابة جليد المعارضات، والحواجز المنيعة، وسهلت بدايات تطبيق اللامركزية، وعملية هضمها.
لم يكن تطبيق الفيدرالية وليد اللحظة، بل كانت له جذور متينة في نشأته، فهناك من كان يمتلك بُعدا سياسيا، ورؤية عميقة في فهم الأحداث، ولهُ في هذا الوقت، وقفة كبيرة في تطبيق اللامركزية، في مشروع بناء دولة عصرية عادلة، ففي عام 1982، كانت من بين أهم المشاريع، والسياسات التي تناولها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وعلى رأسه السيد محمد باقر الحكيم(قدس سره) أيام المعارضة الإسلامية آنذاك.
إئتلاف المواطن الوريث الشرعي لتلك الرؤية الواثقة، تبنى مشروع اللامركزية على خلاف المعارضين، لذا فأن تطبيقها، سيكون بِمثابة إنهيار للمنافسين الذين تبنوا المركزية، التي جعلت من بغداد واحدة من أسوأ دول العالم، من حيث بنيتها وعمرانها وإقتصادها، وجعلت المحافظات تقف على طابور الجحيم؛ تنتظر الرخصة من العاصمة المريضة.
لا ريب، إن الصلاحيات؛ من أهم مكاسب اللامركزية، فإمتلاكها يجعل من كل محافظة، على إستعدادٍ تام، في إعادة النظر في سياساتها، وإدارة مؤسساتها بِشكل يقوي فرص النجاح، وهذا يعطي مزيد من الثقة بين المحافظات، والمركز.
هذه الصلاحيات في المحافظات؛ تعد طموحاً حرص إئتلاف المواطن على التمسك به، ليُصبح جزءاً من متبنياته في بناء الدولة، ولإن تكون صلاحيات متاحة لكل محافظة، كما يحصل في أقاليم إلمانيا، أو الهند، أو الأرجنتين. وكندا.
كما أن التعديلات على قانون(21) الذي يخص صلاحيات المحافظات، ستجعل هنالك نوع من الإنتقال، وبِشكلِ تدريجي في الصلاحيات، وهذا سيخفف من سطوة المركز، وإحتكاره الرُخَص في تنمية المحافظات.
إنطلاقة العبادي من اللامركزية، وبِحكمة شخصيات إئتلاف المواطن، سيجعل الحكومة الخامسة، في إختبار نحو تحقيق الإصلاحات، ونجاح سياستها في سريان مفعول الفيدرالية، وتزايد أنصارها.
https://telegram.me/buratha