منذ مدة طويلة ونحن نراوح في مكاننا بالنسبة لدور الحكومة في تامين الخدمات لهذا الشعب المسكين لكننا لم نكن نحلم بان تكون الحكومة بهذا المستوى من الضعف على مستوى تامين الأمور التي تطلب منها بالرغم من ان الموازنات السابقة قد اشتملت على مبالغ ضخمة لا تحلم بها دول على مستوى سنوات . وكان الامل معقودا على تبدل الاحوال بعد ان اصبح الوضع السياسي واضحا للقريب والبعيد وان التعامل مع العراق يقتضي القبول بوجود الشيعة والسنة وبقية الاطراف بالمستوى الموجود في الوضع الحالي الا ان السياسيين لم يفهموا قيمة هذا الشعب فاضاعوا الطريق وباعوا الامانة بدل ان يعيدوها الى اهلها .
وعندما تهالك الجيش امام الفساد الحكومي واضاع واجب الدفاع عن الوطن كانت النتيجة ان دخل الغزاة والاوغاد من كل مكان ليعيثوا بالاعراض والارواح فسادا وقتلا وكان النصيب الاكبر للاقليات في هذا البلد . ولم يكن بد من ان تتدخل المرجعية لانقاذ البلد من هذا الوضع المرير حتى اصدرت فتواها التاريخية في الجهاد ضد هؤلاء الاوغاد من المرتزقة واللصوص وقد استجاب شباب البلد لهذا النداء بصورة اذهلت كل الاعداء حتى الفاسدين الذين تسببوا بهذا الوضع بغبائهم وسوء افعالهم.
وبدات الحملات ضد هذه الجهود من قبل الكثير من الجهات التي عملت من اجل افساد البلاد والعباد لكن تلك الجهود باءت بالفشل لان هذا الشعب عاهد القيادة الحكيمة ان يكون الخلاص من هذه الطغمة الفاسدة ومن دخل البلد غازيا على يديه .
وقد سقط من اجل هذا الهدف العشرات من ابناء هذا الوطن الجريح بسبب رعونة القيادة السياسية التي باعت ضميرها للشيطان وصار واجبا على الشباب العاطل ان يموت من اجل كرامة سياسي لا كرامة له ولا دين .
ومع كل هذه التضحيات التي سطرها الشباب المؤمن من ابناء هذا الشعب المضحي الا ان الرد الذي قام به هؤلاء الفاسدين هو منع المضحين من الرواتب او معاملتهم معاملة المرتزقة والمندسين مع ان دماءهم هي التي حفظت اعراض هؤلاء المراهقين على السياسة والذين لا يستحقون سوى انتظار صحوة القضاء النائم لينالوا جزاءهم كنتيجة طبيعية لما افسدوه في هذا البلد من ذمم وما فرطوا فيه من اعراض وقيم ...
واليوم ننتظر من القيادة الجديدة ان تفكر كيف كانت الرواتب تذهب الى الفضائيين دون وجه حق وشبابنا يموتون من دون ان تتحرك اقلامهم لانصاف عوائلهم التي قدمت خيرة ابنائها من اجل الحفاظ عليكم وعلى عوائلكم وعلى اعراضكم من الانتهاك والبيع في سوق النخاسين كما حصل مع غيرهم من مساكين هذا البلد من اهالي الموصل المستضعفين .
ونسال القيادة الجديدة كيف تنامون وانتم تعلمون ان المضحي يضحى به وبعائلته من اجل ارجاعه من الواجب حتى يتساوى وضعنا الجديد مع الوضع الماساوي الذي كانت عليه البلاد قبل العاشر من الشهر السادس . ولعل المقاتلين الان على قناعة بان البلد لن يحميه غيرهم وسوف يفكرون كيف تستعاد حقوقهم عندما يستعيدون البلد من الغزاة والارهابيين وان عليهم الذهاب باتجاه القصر الذي يضم الفاسدين ليقولوا لمن فيه اننا من حمينا وضحينا وانتم من غدرتم وافسدتم وعليكم ان تذهبوا بعيدا عن قيادة بلد فيه من يضحي من اجل القيم وليس من اجل المال الحرام .
وهذا هو الحل الذي سيفهمه الفاسد وسيفهم معه المقصر فاعتبروا يا اولي الالباب فان قوله تعالى حول وراثة عباد الله للارض لا علاقة لها بالعبادي فان العباد الوارثين هم المضحون وليس المقصرون والخائفون من سلطة الحزب ...
https://telegram.me/buratha